كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-81 -
من قتل أكثر من واحد فله سلب الجميع
-----
استلبه فقال رجل من أهل مكة صدق يا رسول الله، أنا سلبته فأرضه عني من سلبه، قال فقال أبو بكر تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله عز وجل تقاسمه سلبه، أردد عليه سلب قتيله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق فأردد عليه سلب قتيله، قال أبو قتادة أخذته منه فاشتريت بثمنه مخرفا بالمدينة وإنه لأول مال اعتقدته (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من تفرد بدم رجل فقتله فله سلبه، قال فجاء أبو طلحة بسلب أحد وعشرين رجلا (وعنه من طريق ثان) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين من قتل كافرا فله سلبه، قال فقتل أبو طلحة عشرين (عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير) عن أبيه جبير عن عوف بن مالك الأشجعي قال غزونا غزوة إلى طرف الشام فأمشر علينا خالدا ابن الوليد، قال فانضم إلينا رجل من أمداد حمير فأوى إلى رحلنا ليس معه شيء إلا سيف ليس معه سلاح غيره؟ فنحر رجل من المسلمين جزورا فلم يحتل حتى أخذ من جلده كهيئة
__________
أي بأن يأخذ شيئا من سلبه ويترك لي شيئا، يدل على ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه على سبيل الإنكار (تقاسمه سلبه) بفتح الميم والراء، قال النووى وهذا هو المشهور، والمراد بالحرف هنا البستان، وقيل السكة من النخل تكون صفين يحرف من أيها شاء أي يجتني، يقال اخترف الثمر إذا جناه وقيل غير ذلك اهـ هكذا بالأصل وهو غير ظاهر المعنى فيحتمل أنه محرف عن اقتنيه، لأنه ورد عند الشيخين بلفظ، فإنه لأول مال تأثله في الإسلام، ومعناه اقتنيه وتأصله، وأثلة الشيء أصله والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا أيوب الإفريقي عن إسحاق بن عبيد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك الخ (غريبة) هو أبو طلحة الأنصاري زوج أم سليم والدة أنس بن مالك رضي الله عنهم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن حماد يعني ابن سلمة ثنا إسحاق بن عبد الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ في الطريق الأولى قال جاء أبو طلحة بسلب أحد وعشرين رجلا، وفي هذه قال فقتل أبو طلحة عشرين، وظاهره التنافي، ولا منافاة لاحتمال أن أنسا لم يطلع إلا على قتل عشرين فقط والواقع أن أبا طلحة قتل أحد وعشرين وآتى بسلبهم فأخبر أنس بما رأى والله أعلم (تخريجه) (د) وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجاله رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال حدثني عبد الرحمن بن جبير الخ (غريبة) هذه الغزوة هي غزوة مؤتة كما صرح بذلك في رواية عند مسلم وكانت سنة ثمان من الهجرة، ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة قرية معروفة في طرف الشام عند الكرك قاله النووي في رواية لمسلم مددى من اليمن، قال في النهاية الأمداد جمع مدد وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمددون المسلمين في الجهاد، ومددي