كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-88 -
قصة جابر بن عبد الله مع أبي بكر رضي الله عنهم في طلب نصيبه من الفئ
-----
بدر خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أحدا ثلاثة آلاف، قال ومن أسرع في الهجرة أسرع بع العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء: فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، قال فلما جاء مال البحرين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا، قال فجئت، فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو قد جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا ثلاثا قال فخذ، قال فأخذت، قال بعض من سمعه فوجدتها خمسمائة فأخذت، ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني، فقلت إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني، قال أقلت تبخل عني؟ وأي داء أدواء من البخل؟ ما سألتني مرة إلا وقد أردت أن أعطيك (عن عروة عن عائشة) رضي الله عنها أنم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بظبية
__________
يعني لمن شهد بدرا من المهاجرين بضم الميم موضع الإناخة وهو كناية عن تأخره في شد راحلته وإناختها للهجرة: وللحديث بقية وسيأتي بتمامه في باب خطب عمر من أبواب خلافته رضي الله عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان قال سمع ابن المكندر جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاء مال البحرين الخ (غريبة) في رواية للبزار ثلاث مرات ملء كفيه فبينت ما أبهم هنا الظاهر أن هذه الجملة وهي قوله (قال بعض من سمعه فوجدتها خمسمائة) من قول سفيان الراوي عن ابن المكندر، ومعناه أنه روى هذا الحديث مرة أخرى عن غيره ولذلك قال: قال بعض من سمعه يعني من سمع هذا الحديث من جابر غير ابن المكندر (فوجدتها خمسمائة) أما ابن مكندر فلم يقل في حديثه هذه الجملة والله أعلم معناه أن جابرا أتى أبا بكر رضي الله عنهما بعد هذه الواقعة ثلاث مرات كلما أتاه مال من الفيء يطلب حقه منه، فكان أبو بطر رضي الله عنه يعده ثم يجده غيره أجوج منه فلا يعطيه، فقال جابرا بعد المرة الثالثة (إما أن تعطيني أو تبخل عني) أي تمنع عني فلا تعدني بالعطاء أي أنصفني بالبخل يا جابر وأي مرض أشد من مرض البخل؟ ثم ذكر له أنه ما من مرة سأله إلا وهو يريد إعطاءه ولكنه كان يعطي من هو أشد حاجة منه، لاسيما وأمر الفيء موكول للإمام يعطي من يشاء ويمنع من يشاء مراعيا في ذلك المصلحة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمرو أنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن دينار الأسلمي عن عروة عن عائشة الخ (غريبة) بفتح المعجمة والمراد هنا جراب صغير غليه شعر، وقليل هي شبه الخريطة والكيس (والخرز) بفتحتين الذي ينظم الواحدة خرزة وهو ما يجعله النساء عقودا في أعناقهن

الصفحة 88