كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-89 -
طريقة أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم في تقسيم الفيء وذكر منقبة للأنصار
-----
فيها خرز، فقسم للحرة والأمة (وفي لفظ فقسم بين الحرة والأمة سواء) قالت عائشة وكان أبي يقسم للحر والعبد (باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم)
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله أموال هوازن فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل كل رجل، فقالوا يغفر الله لرسول الله، يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس فحدث رسول الله صلى الله عله وسلم بمقاتلتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما حديث بلغني عنكم؟ فقالت الأنصار أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا، وأما ناس حديثه؟ أسنانهم فقالوا كذا وكذا اللذي قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أني لأعطي رجالا حدثاء عهد بكفر أتألفهم أو قال استأ لفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فوا لله لما تنقبون به خير مما ينقلبون به، قالوا أجل يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني فرطكم على الحوض، قال أنس رضي الله عنه فلم نصبر (حدثنا عفان) ثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن ثنا عمرو بن تغلب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه شيء فأعطاه ناسا وترك ناسا، وقال جرير أعطى رجالا وترك رجالا، قال فبلغه عن الذين ترك أنهم عتبوا وقالوا، قال فصعد المنبر
__________
قال الخطابي المشهور عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه سوى بين الناس ولم يفضل بالسابقة وأعطى الأحرار والعبيد، وعن عمر رضي الله عنه أنه فضل بالسابقة والقدم وأسقط العبيد، ثم رد على بن أبي طالب رضي الله عنه الأمر إلى التسوية بعد: ومال الشافعي إلى التسوية وشبه بقسم الميراث اهـ (تخريجه) (د) وسنده جيد (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن ناسا الخ (غريبه) بفتح أوله وثانيه وبضمهما أيضا وهو القياس مثل بريد وبرد، وهو الجلد المدبوغ أي العقلاني المحنكون بفتحات أي الاستثمار بالمشترك أي يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق الفرط بفتحتين التقدم في طلب الماء يهيئ الدلال يقال فرط يفرط كضرب يضرب أي متقدمكم إلى الحوض: ومنه يقال للطفل اللهم اجعله فرطا أي أجرا متقدما (تخريجه) (ق. وغيرهما) هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه أيضا في الجمعة عن محمد بن معمر، وفي الخمس عن محمد بن إسماعيل، وفي التوحيد عن أبي النعمان، وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في المؤلفة قلوبهم من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة 60 رقم 102 فرجع إليه إن شئت

الصفحة 89