كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-92 -
التغليظ في الغلول ووعيد من غل
-----
يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثني. فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لألفين يجيء أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك (عن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل، فقالوا فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة
__________
بسببه على هذه الصفحة الرغاء بضم الراء بالغين المعجمة والمد هو صوت الإبل وذوات الخف بضم المثلثة وبالغين المعجمة والمد هو صوت الغنم بحاءين منهملتين مفتوحتين بينهما ميم ساكنة ثم ميم مفتوحة قبل الهاء وهو صوت الفرس عند العلف وهو دون الصهيل أي من بني آدم والظاهر أنه أراد بالنفس ما يغله من الرقيق من امرأة أوصى بكسر الراء جمع رقعة وهي ما تكتب فيه الحقوق (وتخفق) بكسر الفاء أي تتحرك وتضطرب إذا حركتها وقيل معناه تلمع والمراد بها الثياب قاله ابن الجوزي الصامت الذهب والفضة يريد أنها ليس لها صوت كغيرها، وإنما كان كذلك لأن مجيئهما على رقبته ظاهرين للناس فيه دلالة على أنه غلهما من الغنيمة، وهكذا كل من غل شيئا لا بد أن يأتنى به يوم القيامة محمولا على رقبته ليفتضح على رءوس الأشهاد معنى قوله صلى الله عليه وسلم لكل واحد ممن تقدم ذكرهم في هذا الحديث (لا أملك لك شيئا) أي من المغفرة لأن الشفاعة أمرها إلى الله (وقوله قد بلغتك) أي فليس لك عذر بعد الإبلاغ وكأنه صلى الله عليه وسلم ابرز هذا الوعيد في مقام الزجر والتغليظ، وإلا فهو في القيامة صاحب الشفاعة في مذنبي الأمة قاله الحافظ (تخريجه) (أخرجه الشيخان. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عكرمة يعني ابن عمار حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال حدثني عبد الله حدثني بن عباس حدثني عمر بن الخطاب الحديث (غريبة) قوله صلى الله عليه وسلم كلا هو رد لقولهم في هذا الحديث إنه شهيد فقال صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها (والبردة) بضم الباء كساء مخطط وهي الشملة والنمرة وقال أبو عبيد هو كساء أسود فيه صور وجمعها برد بفتح الراء (والعبادة) معروفة وهي، ويقال فيها أيضا عناية بالياء قاله ابن السكيت وغيره رحمهم الله تعالى