كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-95 -
النهي عن الغلول والأمر بالجهاد والحث على إقامة حدود الله
-----
(عن عبادة بن الصامت) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تغلوا فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة، وجاهدوا الناس في الله تبارك وتعالى القريب والعيد، ولا تبالوا في الله لومة لائم، وأقيموا حدودو الله في الحضر والسفر وجاهدوا فيس سبيل الله فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والخيل المنفلة فإنها إن تلق تفر، وإن تغنم تغلل (عن سماك بن حرب) قال سمعت رجلا من بني ليث قال أسرني فارس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكنت معه فأصابوا غنما فانتهبوها فطبخوها قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن النهي أو النهبة لا تصلح فأكفئوا القدور (أبواب المن والفدا في حق الأسرى وأحكام
__________
الشنار لفظة جامعة لمعنى النار والعار يريد أو الغلول شين وعار ومنقصة في الدنيا ونار في الآخرة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد و (بز طب) وفيه أم حبيبة بنت العرباض لم أجد من وثقها ولا جرحها هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في أول باب فرض الخمس فارجع إليه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا ابن لهيعة حدثنا زيد بن أبي حبيب بن عقبة عن أبي الورد قال إسحاق المديني عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي إياكم وأصحاب الخيل الخ فمعناه التحذير من أصحاب الخيل لا من نفس الخيل، وأورده هذا الحديث صاحب النهاية من رواية أبي الدرداء بلفظ (إياكم والخيل المنفلة التي إن لقيت فرت وإن غمت غلت) ثم قال كأنه من النفل الغنيمة أي الذين قصدهم من الغزو الغنيمة والمال دون غيره أو من النفل وهم المطوعة المتبرعون بالغزو الذين لا اسم لهم في الديوان فلا يقاتلون قتال من له سهم، هكذا جاء في كتاب أبي موسى من حديث أبي الدرداء والذي جاء في مسند أحمد من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والخيل المنفلة فإنها إن تلق تفر وإن تغنم تغلل ولعلها حديثان اهـ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده بن لهيعة قال الهيثمي حديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقاة وعزاه للإمام أحمد فقط (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك بن حرب الخ (غريبة) أي قبل قسمتها أو للشك من الراوي يشك هل قال النبي كحبلى أو النهبة كغرفة وكلا اللفظين جاءت به الأحاديث، وهو اسم للمندوب من الغنيمة أو غيرها: لكن المراد هنا الغنيمة (وقوله لا تصلح) معناه لا تحل كما صرح بذلك في رواية أخرى لأن الناهب إنما يأخذ على قدر قوته لا على قدر استحقاقه فيؤدي إلى أن يأخذ بعضهم فوق حظه ويبخس بعضهم حظه، وإنما لهم سهام معلومة للفرس سهمان وللراجل سهم، فإذا انتهبوا الغنيمة بطلت الغنيمة وفاتت التسوية هو الكناية عن إراقة ما فيها، وتقدم الكلام على ذلك في شرح حديث ابن ليلى في خرباب حل الغنيمة من خصوصياته صلى الله عليه وسلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي قال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

الصفحة 95