كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-96 -
إسلام هوازن والمن على وفدهم بأسراهم
-----
تتعلق بهم (باب في المن على وفود هوازن بأسراهم) (عن عروة بن الزبير) أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون، وأحب الحديث إلى أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال، وقد كنت إستأنيت بكم وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنا إخوانكم قد جاءوا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أنم يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله عز وجل علينا فليفعل، فقال الناس قد طيبنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفائكم أمركم فجمع الناس فكلمهم عرفائهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا هذا الذي بلغني عن سبي هوازن (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما قالا أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية من سبي هوازن فوهبها لي فبعثت بها إلى أخواله من بني جمح ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيهم وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعت إليها
__________
(باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا يعقوب ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال وزعنا عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) هم الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ونصره الله عليهم بعد هزيمة المسلمين وسيأتي تفصيل ذلك في أبواب الغزوات إنشاء الله تعالى بكسر همزة إما ونصب السبي والمال من الأناة أي انتظرت مجيئكم وأخرت قسمة السبي فأبطأتم علي البضع بكسر الموحدة هو من ثلاث إلى تسع، فإذا أضيفت إليه العشرة المذكورة كانت مدة الانتظار ما بين ثلاث عشر ليلة إلى تسع عشرة ليلة (وقوله قفل) أي رجع بضم أوله وفتح المهملة وكسر التحتية المشددة أي يعطى عن طيب نفس بلا عوض أي نصيبه (وقوله يفيء) بضم أوله من أفاء ومعناه من أول ما يرجع الله إلينا من مال الكفار من خراج أو غنيمة أو غير ذلك، ولم يرد الفيء الاصطلاحي وحده فيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من شدة الورع حيث لم يقنع بظاهر الحال حتى يتحقق رضا جميعهم جمع عريف وهو الرئيس الذي يدور عليهم أمر الرعية ويتعرف أحوالهم، والمقصود هنا أن رئيس كل قبيلة يعبر عن قبيلته هذه الجملة من كلام ابن شهاب وهو الزهري أحد رجال السند (تخريجه) (ق د نس) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن