كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-97 -
قصة أسر العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وفديته
-----
قال فخرجت من المسجد حين فرغت، فإذا الناس يشتدون، فقلت ما شأنكم؟ قالوا رد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبنائنا ونساءنا، قال قلت تلك صاحبتكم في بني جمح فاذهبوا فخذوها، فذهبوا فأخذوها (باب في أسر العباس رضي الله عنه وفديته وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم) (عن ابن عباس) رضي عنهما قال كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بني سلمة رضي الله عنه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر، قال لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد: هيئته كذا هيئته كذا، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم، وقال للعباس يا عباس؟ افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر، قال فأبى وقال إني قد كنت مسلما قبل ذلك وإنما إستكرهوني، قال الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فاقد نفسك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال يا رسول الله احسبها لي من فدائي، قال لا ذاك شيء أعطاناه الله منك، قال فإنه ليس لي مال، قال فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند أم الفضل وليس معكما أحد غيركما فقلت إن أصبت في سفري هذا فالفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا، قال فو الذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها: وإني لأعلم أنك رسول الله (عن أبي إسحاق) عن البراء بن عازب أو غيره، قال جاء
__________
عبد الله بن عمر الخ (غريبة) أي يعدون ويهرولون (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحد وسنده جيد (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا يزيد قال: قال محمد يعني ابن إسحاق حدثني من سمع عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة) إنما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبا اليسر كيفية أسر العباس لأن العباس كان قويا مهيبا وأبا اليسر كان ضعيفا صغير الجسم ذميم الخلق، وقد جاء توضيح ذلك في حديث رواه (طب بز) من حيث أبي اليسر أنه قيل للعباس وكان جسيما كطيف أسرك أبو اليسر وهو ذميم (أي قيح المنظر صغير الجسم) ولو شئت لجعلته في كفك؟ فقال ما هو إلا أن لقيته فظهر في عيني أعظم من الخندمة (بوزن المرحمة) (جبل من جبال مكة) الظاهر أنها أخذت منه في الغنيمة، ولذا أجابه الني صلى الله عليه وسلم بقوله ذاك شيء أعطاناه الله منك في هذا معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أطلعه الله عز وجل على هذه القصة التي لم يعلم بها أحد إلا الله عز وجل (تخريجه) رواه ابن إسحاق في سيرته وفي إسناده رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات: وهو من مراسيل الصحابة: لأن ابن عباس لم يشهد ذلك بل كان صغيرا مع أمه بمكة فكأنه رواه عن أبيه أو غيره (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا بهز ثنا شعبة ثنا أبوأ حمد ثنا سفيان عن أبي اسحاء عن البراء بن عازب الخ (غريبه)

الصفحة 97