كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-98 -
تاريخ إسلام العباس رصي الله عنه وفدية أبي وداعة صبيرة
-----
رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس يا رسول الله ليس هذا أسرني، أسرني رجل من القوم أنزع من هيئته كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل لقد آزرك الله بملك كريم (باب فيمن افتدى أباه بأربعة آلاف درهم) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال: قال محمد يعني ابن إسحاق فحدثني حسين بن عبد الله بن عباس عن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه كان يهاب قومه وكان يكتم إسلامه، وكان أبو لهب عدو الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءنا الرجل الخبر كتبه الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة فذكر الحديث ومن هذا الموضع في كتاب يعقوب مرسل ليس فيه إسناد، وقال فيه أخو بني سالم بن عوف قال وكان في أسارى (بضم الهمزة) أبو وداعة بن صبيرة السهمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له بمكة أبنا كيسا تاجرا إذا مال لكأنكم به قد جائني في فداء أبيه وقد قالت قريش لا تعجلوا بفداء أساراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه: فقال المطلب بن أبي وداعة صدقته فافعلوا، وأقبل من الليل فقدم المدينة وأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به وقدم مكرز بن حفص ابن الأحنف في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسره مالك بن الدخشن أخو بني مالك بن عوف
__________
هو أبو اليسر المتقدم ذكره في الحديث السابق الأنزع بوزن أحمد الذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين والنزعتان (بفتحات) عن جانبي الرأس مما لا شعر عليه بمد الهمزة أي أعانك ونصرك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب) يعني في أول الأمر ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه كان إسلامهم ذلك قبل غزوة بدر يعني خبر انتصار النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش في غزوة بدر (وقوله كبته) أي خيب ظنه وأذله بالحزن على قتل من قتل وأسر ومن أسر من المشركين يعني قوله الآتي (وكان في أسارى أبو وداعة الخ) الظاهر والله أعلم أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذا الحديث مرة أخرى عن شيخه يعقوب بن إبراهيم بن سعد من كتابه مسند إلى قوله (وجدنا في أنفسنا قوة) ثم ذكر يعقوب بقيته مرسلة بدون ذكر الصحابي وجاء في رواته (أخو بني سالم بن عوف) بدل قوله في آخره حديث الباب (أخو بني مالك بن عوف) والله أعلم هو المطلب بن أبي وداعة كما سيأتي في الحديث (وقوله كيسا) بفتح الكاف والسكون التحتية أي عاقلا فطنا أي يتشدد ويتعدى في طلب الفدية إنما قال ذلك مجاراة لهم فقط ولكنه عزم على فداء أبيه ولذلك انسل من الليل أي خرج إلى المدينة ليلا مختفيا بوزن منبر وقيل بفتح الميم بالدال المهملة المضمومة ثم خاء معجمة ساكنة ثم شين معجمة مضمومة ثم نون، ويقال بالميم بدل النون ويقال الدخيشن والدخيشم بالميم مصغرا فيهما شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم