كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-99 -
قصة رعية السحيمي الذي رقع دلوه بكتاب النبي صلى الله عله وسلم
-----
(باب قصة رعية السحيمي وأسر ولده وأخذ ماله والمن عليه بعد إسلامه برد ولده إليه) حدثنا محمد بن بكي ثنا إسرائيل ثنا إسحاق عن الشعبي (عن رعية السحيمي) رضي الله عنه قال كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعوا له رائحة ولا سارحة ولا أهلا ولا مالا إلا أخذوه، وانفلت عريانا على فرس له ليس عليه قشرة حتى ينتهي إلى ابنته وهي متزوجة في بني هلال وقد أسلمت وأسلم أهلها وكان مجلس القوم بفناء بيتها فدار حتى دخل عليها من وراء البيت قال فلما رأته ألقت عليه ثوبا، قالت مالك؟ قال كل الشر نزل بأبيك، ما ترك له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا وقد أخذ، قالت دعيت إلى الإسلام؟ قال أين بعلك؟ قالت في الإبل، قال فأتاه فقال مالك؟ قال كل الشر نزل به ما تركت له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا وقد أخذ، وأنا أريد محمدا أبا دره قبل أن يقسم أهلي ومالي، قال فخذ راحلتي برحلها قال لا حاجة لي فيها، قال فأخذ قعودا الراعي وزوده إداوة من ماء قال وعليه ثوب إذا غطى به وجهة خرجت أسته وإذا غطى أسته وإذا خرج وجهه وهو يكره أن يعرف حتى انتهى إلى المدينة فعقل راحلته، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بحذائه حيث يصلي، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر قال يا رسول الله أبسط يديك فلأبايعك، فبسطها فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا قبضها إليه ويفعله قال من أنت؟ قال رعية السحيمي، قال فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم عضده ثم رفعه ثم قال يا معشر المسلمين هذا رعية السحيمي الذي كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأخذ يتضرع إليه،، قلت يا رسول الله أهلي
__________
وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي فأحرقاه رضي الله عنهما (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي بلفظه كما هنا، وقال رواه أحمد هكذا باختصار وبعضه مرسل ورجال غير المرسل ثقات (باب) (غريبة) بكسر أوله كإبرة ويقال بضم أوله على وزن رقية بتشديد الياء (والسحيمي) بضم السين وفتح المهملتين الأديم الجلد المدبوغ أي كتب إليه في ذلك الأديم يدعوه إلى الإسلام فلم يحفل به بل أخذ الكتاب فرقع به دلوه يعني من المواشي القشر بكسر القاف اللباس، والمعنى أنه انفلت عريانا ليس عليه لباس بكسر الفاء وهو المتسع أمام الدار ويجمع الفناء على أفنية أي لم يدخل من الباب خجلا أن يراه الناس على تلك الحالة الأست العجز ويراد به حلقه الدبر إنما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لأنه أغضبه بما فعل بكتابه فأراد صلى الله عليه وسلم أن يظهر للناس ما آل إليه أمره وكيف