كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)

-[قصة أروى بنت أويس مع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل]-
من كِندة (1) ورجلاً من حضرموت (2) اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض باليمن فقال الحضرمى يا رسول الله أرضى اغتصبها هذا وأبوه، فقال الكندى يا رسول الله أرضى ورثتها من أبى فقال الخضرمى يا رسول الله استحلفه أنه ما يعلم أنها أرضى وأرض والدى والذى اغتصبها أبوه فتهيأ الكندى لليمن: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا يقتطع عبد أو رجل بيمينه مالاً إلا لقى الله يوم القيامة وهو أجذم (3) فقال الكندى هى أرضه وأرض والده (عن أبى سلمة بن عبد الرحمن) (4) أنه دخل على عائشة وهو يخاصم في أرض (5) فقالت عائشة يا أبا سلمة اجتنب الأرض (6) فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ظلم قيد (7) شبر من الأرض طُوّقه يوم القيامة من سبع أرضين (فصل منه في قصة أروى بنت أويس مع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله عنه) * (عن طلحة بن عبد الله بن عوف) (8) قال أتتنى أروى بنت أويس في نفر من قريش فيهم عبد الرحمن بن عمرو بن سهل فقالت إن سعيد بن زيد قد انتقص من أرضى إلى أرضه ما ليس له وقد أحببت أن تأتوه فتكلموه: قال فركبنا إليه وهو في أرضه بالعقيق فلما رآنا قال قد عرفت الذي جاء بكم، وسأحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخذ من الأرض ما ليس له طوّفه إلى السابعة من الأرض يوم القيامة، ومن قتل دون ماله (9) فهو شهيد (وفى لفظ) ومن ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين (وفى لفظ) إلى سبع أرضين * (عن أبى سلمة) (10) قال قال لنا مروان انطلقوا فأصلحوا بين هذين، سعيد بن زيد وأروى بنت أويس (11)، فأتينا سعيد بن زيد فقال أترون أنى قد استنقصت من حقها شيئاً؟ أشهد لسمعت
__________
الأشعث بن قيس الخ {غريبه} (1) هو امرئ القيس بن عابس الصحابي وهو غير امرئ القيس بن حجر الشاعر المشهور صاحب المعلقة (2) هو ربيعة بنن عبدان (بكسر أوله وسكون الموحدة) وسيأتي التصريح باسمه واسم خصمه في أبواب الدعاوى والبينات (3) فيه تشديد ووعيد شديد لمن اغتصب مال الغير بيمينه , وفيه منقبة للرجل الكندي حيث رجح عن دعواه خوفا من الله عز وجل , وفيه دلالة على أنها إذا طلبت يمكن العلم وجبت , وعلى أن يستحب للقاضي أن يعظ من رام الحلف {تخريجه} (طس) ورجاله عند الإمام أحمد كلهم ثقات (4) {سنده} حدثنا يونس ثنا أبان عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن الخ {غريبه} (5) في رواية لمسلم وكان بينه وبين قومه خصومة في أرض (6) أي فلا تغتصب منها شيئا (7) بكسر القاف وسكون الياء التحتية وفتح المهملة أي قدر شبر {تخريجه} (ق هق) ولمسلم والإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع شبرا من الأرض بغير حقه طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين * (فصل) (8) {سنده} حدثنا يزيد (يعني ابن هارون) أنبأنا محمد ابن إسحاق عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف الخ {غريبه} (9) يعني وهو يدافع المغتصب عن ماله {تخريجه} (عل خز) بلفظ حديث الباب وأخرجه أيضا (ق هق) مختصرا ومطولا بألفاظ متقاربة (10) {سنده} حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن الحارث ابن عبد الرحمن عن أبي سلمة الخ (أبو سلمة) هو ابن عبد الرحمن بن عوف {غريبه} (11) هذا السياق يدل على أن أروى خاصمت

الصفحة 145