كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)
-[رد المغصوب بعينه إن كان باقياً - وقيمته إن كان من ذوات القيم]-
فأرسلت إلى البقيع (1) فلم أجد شاة تباع وكان عامر بن أبى وقاص ابتاع شاة أمس من البقيع فأرسلت إليه أن ابتُغِي لى شاة في البقيع فلم توجد فذُكِر لى أنك اشتريت شاة فأرسل بها إلىّ فلم يجده الرسول ووجد أهله فدفعوها إلى رسولى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموها الأسارى (2) * (عن جابر بن عبد الله) (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مروا بامرأة (4) فذبحت لهم شاة واتخذت لهم طعاماً فلما رجع (5) قالت يا رسول الله إنا اتخذنا لكم طعاماً فادخلوا فكلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا لا يبدون حتى يبتدئ النبى صلى الله عليه وسلم فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم لقمة فلم يستطع أن يسيغها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم هذه شاة ذبحت بغير إذن أهلها، فقالت المرأة يا نبى الله إنا لا نحتشم (6) من آل سعد بن معاذ ولا يحتشمون منا (7) نأخذ منهم ويأخذون منا.
(باب رد المغصوب بعينه إن كان باقياً، وقيمته إن كان من ذوات القيم أورد مثله إن كان من ذوات الأمثال إذا أتلفه الغاصب أو تلف في يده) * (عن سمرة بن جندب) (8) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال على اليد ما أخذت حتى تؤديه ثم نسى الحسن قال لا يضمن (عن عائشة) (9) رضى الله عنها قالت ما رأيت صانعة طعام مثل صفية (10) أهدت إلى النبى صلى الله عليه وسلم إناءاً فيه طعام
__________
ثم أمسكوا بأيدي الصغار خشية أن تمتد إلى الطعام (1) اسم مكان متسع كانت فيه سوق أهل المدينة وهو غير بقيع الغرقد (2) أي لأنها في حكم المغصوب وما كان كذلك فالأول أن يتصدق به ولا يأكله وإن كانت المرأة ضامنة المثل: لكن الرجل كان غائبا فرأى من المصلحة أن يطعمها أن يطعمها الأسارى ثم تضمن لصاحبها والله أعلم {تخريجه} (د هق قط) وزاد البيهقي والدارقطني بعد قوله صلى الله عليه وسلم أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها (فقالت يا رسول الله أخي وأنا من أعز الناس عليه ولو كان خيرا منهما لم يغبر عليّ) أي لم يطالبني (وعليّ أن أرضيه بأفضل منها فأبى أن يأكل منها وأمر بالطعام للأسارى) وسنده حسن وجهالة الصحابي لا تضر (3) {سنده} حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن حميد عن أبي المتوكل عن جابر الخ {غريبه} (4) الظاهر أن أنهم مروا بها وهم يشيعون الجنازة المذكورة في الحديث السابق (5) أي مع أصحابه من دفن الميت دعتهم بنفسها إلى الطعام: لكن في الحديث السابق أن رسولها هو الذي دعاهم ولا منافاة لأنه يجوز أنها أرسلت إليهم وقت مرورهم بالجنازة أولا ثم دعتهم بنفسها عند رجوعهم والله أعلم (6) أي لا تستحي والحشمة الاستحياء وهو يتحشم المحارم أي يتوقاها (7) ظاهر هذا السياق أن الشاة كانت لآل سعد بن معاذ , وظاهر سياق الحديث السابق أنها كانت لعامر ابن أبي وقاص , ويمكن الجمع بين الروايتين باحتمال أن امرأة عامر كانت من آل سعد بن معاذ والله أعلم {تخريجه} أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح , قال وروى النسائي بعضه {باب} (8) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الثاني من كتاب الوديعة والعارية وإنما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة فارجع إليه هناك (9) {سنده} حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن فليت (بالتصغير) حدثني جسرة عن عائشة الخ {غريبه} (10) تعني بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم: والمعنى أنها تمدح صفية وتعجب من حسن صنعها الطعام: وفيه الاعتراف بمزايا