كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)
-[ما جاء في جنابة البهائم ومن الضامن لما أفسدته]-
جبار والعجماء (2) وجُرحها جُبار، والعجماء البهيمة من الأنعام وغيرها (2) والجبار هو الهدر الذي لا يغرم * (عن البراء بن عازب) (3) أنه كانت له ناقة ضارية (4) فدخلت حائطاً فأفسدت فيه (5) فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حفظ الحوائط بالبهار على أهلها، وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها وأن ما أصابت الماشية بالليل فهو على أهلها (6) * (عن حرام بن محيِّصة) (7) عن أبيه أن ناقة للبراء دخلت حائطاً فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار وعلى أهل المواشى حفظها بالليل (باب دفع الصائل وإن أدى إلى قتله وأن المصول عليه يقتل شهيداً) * (عن قهيد بن مطرف) (8) الغفارى قال سأل سائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عدا علىّ عاد (9) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره (10) وأمّره بتذكيره ثلاث مرات (وفي لفظ
__________
ذلك أن يحفرها إنسان في ملكه أو في موات فيتردى فيها إنسان أو تنهار على من استأجره لحفرها فيخلك فلا ضمان عليه: أما إذا حفرها في الجادة أي الطريق أو في ملك غيره فسيق فيها حيوان أو إنسان فتردى وجب الضمان (1) العجماء البهيمة من الأنعام كما فسرت في الحديث وهي الإبل والبقر والغنم وسميت عجماء لأنها لا تتكلم وكل ما لا يقدر على الكلام فهو أعجم (وقوله وجرحها جبار) ليس الحكم مختصا بالجرح بل هو مثال نبه به على غيره فالمراد أنها إذا انفلتت وصدمت إنسانا فأتلفته أو أتلفت مالا فلا غرم على المالك إذا حصل ذلك نهارا ولم يكن معها قائد ولا سائق , فإن كان معها أحد فهو ضامن , أما إذا حصل ليلا فصاحبها ضامن ولو لم يكن معها أحد لأنه قصر في ربطها , إذ العادة أن تربط الدواب ليلا وتسرح نهارا (2) أي كالخيل والبغال والحمير , وهذا الحديث له شاهد من حديث أبي هريرة رواه الشيخان والإمام أحمد والأربعة وتقدم في باب ما جاء في الركاز والمعدن رم 68 صحيفة 25 من كتاب الزكاة في الجزء التاسع فارجع إليه إن شئت * (3) {سنده} حدثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب الخ {غريبه} (4) بوزن جارية المواشي الضارية هي المعتادة لرعي زروع الناس (والحائط) تقدم تفسيره مرارا وهو البستان من النخيل والزرع إذا كان عليه حائط وهو الجدار (5) أي أتلفت شيئا من النخيل أو الزرع الذي فيه (6) المعنى أنه إذا حصل تلف من الماشية بالنهار فالتقصير منن صاحب الحائط فلا ضمان , وإن حصل تلف منها بالليل فالتقصير من صاحبها فعليه الضمان وبه قال الجمهور {تخريجه} (د جه) وسنده جيد * (7) {سنده} حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه الخ (حرام) بفتح الحاء والراء المهملتين هو ابن سعد وينسب إلى جده (محيصة) بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء التحتية مكسورة , قال البغوي في الإكمال وابن الأثير في جامع الأصول حرام بن سعد بن محيصة تابعي روى عن أبيه والبراء بن عازب وعنه الزهري وقال ابن سعد ثقة توفي سنة ثلاث عشرة ومائة {تخريجه} (د نس جه قط حب هق) والإمامان وصححه ابن حبان: قال الشافعي أخذنا به لثبوته واتصاله ومعرفة رجاله * {باب} (8) {سنده} حدثنا يعقوب ثنا عبد العزيز بن المطلب المخزومي عن أخيه الحكم بن المطلب عن أبيه عن قهيد الخ (قهيد) يضم القاف وفتح الهاء مصغرا (ومطرف) بضم أوله وفتح ثانيه ثم راء مشددة مكسورة {غريبه} (9) العادي الظالم وقد عدا يعدو عليه عدوانا , وأصله من تجاوز الحد في الشيء , والمعنى يريد أخذ مالي أو قتلي أو هتك بيتي (10) أي ذكره بأن هذا التعدي حرام وخوّفه من عقاب الله (وفي اللفظ)