كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)

-[وعيد من آوى ضالة ولم يعرّفها - وكلام العلماء فى مدة التعريف]-
عرفها سنة أخرى، فعرفتها سنة أخرى (1) ثم أتيته فى الثالثة فقال أحصى عددها ووكاءها واستمتع بها (باب وعيد من آوى ضالة ولم يعرفها). (عن زيد بن خالد الجهنى) (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آوى ضالة (3) فهو ضال مالم يعرفها. (عن منذر بن جرير) (4) عن جرير بن عبد الله البجلى قال كنت مع أبى جرير بالبوازيج (5) فى السواد فراجعت البقر فرأى بقرة أنكرها فقال ما هذه البقرة؟ قال بقرة لحقت بالبقر فأمر بها فطردت حتى توارت، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يأوى الضالة إلا ضال. (عن الجارود) (6) قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) هذه الرواية صريحة فى أنه عرفها سنتين فقط، وفى روايات حديث زيد بن خالد أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بتعريفها سنة: وفى بعض روايات حديث أبىّ أنه صلى الله عليه وسلم أمر بتعريفها ثلاث سنين، وفى رواية سنة واحدة، وفى رواية أن الراوى شك قال لا أدرى قال حول أو ثلاثة أحوال، وفى رواية عامين أو ثلاثة (قال القاضى عياض) قيل فى الجمع بين الروايات قولان (أحدهما) أن يطرح الشك والزيادة ويكون المراد سنة فى رواية الشك، وترد الزيادة لمخالفتها باقى الأحاديث (والثانى) أنهما قضيتان: فرواية زيد فى التعريف سنة محمولة على أقل ما يجزئ، ورواية أبىّ بن كعب فى التعريف ثلاث سنين محمولة على الورع وزيادة الفضيلة، قال وقد أجمع العلماء بالاكتفاء بتعريف سنة، ولم يشترط أحد تعريف ثلاثة أعوام الأماروى عن عمر بن الخطاب ولعله لم يثبت عنه (تخريجه) لم أقف على من أخرجه بهذا اللفظ غير عبد الله بن الامام احمد فى زوائده على مسند أبيه وسنده جيد (باب) (2) حدّثنا يحيى بن اسحاق أنبأنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة قال عبد الله قال أبى وثنا سريج هو ابن النعمان قال ثنا ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبى سالم الجيشانى عن زيد بن خالد الجهنى الخ (غريبه) (3) أى من ضم إلى ماله ما ضل من البهيمة فهو ضال أى مائل عن الحق آثم: وهذا لمن أخذها ليتملكها كما يشعر به قيد مالم يعرّفها، قال ابن الملك معنى التعريف التشهير وطلب صاحبها، وأدناه أن يشهد عند الأخذ ويقول آخذها لأرد، قال شمس الأئمة الحلوانى فان فعل ذلك ولم يعرفها بعد كفى اهـ (تخريجه) (م هق) (4) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن أبى حيان قال حدثنى الضحاك خال المنذر بن جرير عن منذر ابن جرير عن جرير الخ (غريبه) (5) على وزن المصابيح، وجاء فى المسند براء وكذلك فى سنن البيهقى لكنه جاء فى سنن أبى داود بزاى بدل الراء وهو الصواب، قال السمعانى فى إنسابه تحت عنوان (البوازيجي) هذه النسبة إلى البوازيج وهى بلدة قديمة على دجلة، وورد ذكرها فى حديث جرير بن عبد الله البجلى اهـ (وقوله فى السواد) السواد قرى العراق وضياعها التى افتتحها المسلمون على عهد عمر رضى الله عنه سمى بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار لأنه حين تاخم جزيرة العرب التى لا زرع فيها ولا شجر كانوا إذا خرجوا من أرضهم ظهرت لهم خضرة الزرع والأشجار فيسمونه سوادًا كما إذا رأيت شيئًا من بعد قلت ما ذلك السواد وهم يسمون الأخضر سوادًا والسواد أخضر (تخريجه) (د نس جه هق على طب) وفيه ذم شديد لمن يأوى الضالة وسكت عنه أبر داود والمنذرى، ويؤيده الحديث الذى قبله. (6) حدّثنا اسماعيل أنا سعيد الجريرى عن أبى العلاء بن الشخير عن مطرف قال حدثيان بلغانى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرفت أنى صدقتها لا أدرى أيهما صاحبه: ثنا أبو مسلم

الصفحة 158