كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)
-[ما جاء في فضل المهدى (بضم الميم) والحث على قبول الهدية وان كانت حقيرة]-
لبنا (1) أو أهدى زقاقًا فهو كعدل (2) رقبة) (عن البراء بن عازب) (3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من منح منيحة ورق أو منيحة لبن أو هدى (4) زقاقًا كان له كعدل رقبة، وقال مرة كعتق رقبة (باب قبول رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية وإن كانت حقيرة لا الصدقة وان كانت عظيمة). (عن أبى هريرة) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أهديت إلى شراع لقبلت ولو دعيت إلى كراع لأجبت (6). (عن أنس بن مالك) (7) قال ثارت أرنب (8) فتبعها الناس فكنت فى أول من سبق اليها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة قال فأمر بها فذبحت ثم سويت قال ثم أخذ عجزها (9) فقال أئت به النبى صلى الله عليه وسلم قال فأتيته به قال قلت إن أبا طلحة أرسل إليك بعجز هذه الأرنب، قال فقبله منى (وعنه من طريق ثان) (10) قال أنفجنا (11) أرنبًا
__________
الميم وكسر النونن والمنحة بكسر الميم وسكون لنون معناهما واحد وهو العطية: وتكون فى الحيوان وغيره وفلا الرقبة والمنفعة: والمراد هنا منحة الورق بكسر الراء أى الفضة ومنحة الذهب أى قرض الدراهم والدنانير أو هبتهما (1) جاء فى الحديث التالى أو منيحة لبن وهى أن يعير إنسانًا ناقته أو شأنه فيحلبها مدة ينتفع بلبنها ثم يردها (وقوله أو أهدى زقاقًا) أهدى بهمزة قبل الهاء فى هذه الرواية من الهدية (وزقاقًا) بضم الزاى ثم قاف أى السكة (بكسر المهملة) من النخل وهى الطريقة المصطفة من النخل (2) بكسر العين وسكون الدال المهملتين معناه المثل أى كمثل عتق رقبة كما صرح بذلك فى الحديث التالى (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله كلهم ثقات. (م) (سنده) حدّثنا وكيع ثنا الأعمش عن طلحة بن مصرّف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (4) جاء فى هذه الرواية (هدى) محركة وبدون ألف قبل الهاء من الهداية (والزقاق) الطريق، قال فى النهاية يريد من دال الضال أو الأعمى على طريقه، وقيل أراد من تصدق بزقاق من النخل وهى السكة منها والأول أشبه لأن هدى من الهداية لا من الهداية اهـ وقال الطيبى يروى بتشديد الدال إما للبالغة من الهداية أو من الهدية أى من تصدق بزقاق من نخل وهو السكة والصدق من شجر اهـ (قلت) والظاهر أنه من الهدية لا سيما وقد جاء بلفظ (أهدى) فى الحديث السابق والله أعلم (تخريجه) (مذ حب) وقال الترمذى حديث حسن صحيح غريب (باب). (5) (سنده) حدّثنا أبو معاوية ووكيع قالا ثنا الأعمش عن أبى حازم عن أبى هريرة الخ (غريبه) (6) الذراع معلوم، والكراع بوزن غراب ما دون الركبة إلى الساق من نحو شاة أو بقرة، قال الحافظ وأغرب فى الإحياء فذكر الحديث بلفظ (كراع غنم) ولا أصل لهذه الزيادة قال: وخص الكراع والذراع بالذكر ليجمع بين الحقير والخطير، لأن الذراع كانت أحب إليه من غيرها والكراع لا قيمة له، وفى المثل اعط العبد كراعًا يطلب ذراعًا اهـ (تخريجه) (خ نس). (7) (سنده) حدّثنا على ثنا عبيد الله بن أبى بكر قال سمعت أنس بن مالك يقول ثارت أرنب الخ (غريبه) (8) الأرنب معروف وهو اسم جنس يشمل الذكر والأنثى (وثارت) أى وثبت وعدت عدوًا شديدًا (9) أى نصفها المؤخر (10) (سنده) حدّثنا وكيع ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال سمعت أنس بن مالك يقول أنفجنا أرنبًا الخ (11) بالنون والفاء والجيم أى أثرناه من مكانه، قال الجوهرى نفج الأرنب