كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)
-[ما جاء في عدم قبول هدية الكفار]-
عراك بن مالك أن حكيم بن حرام قال كان محمد صلى الله عليه وسلم أحبَّ رجل فى الناس إلىّ فى الجاهلية، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم وهو كافر فوجد حلة لذى يزن تباع فاشتراها بخمسين دينارًا ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم بها عليه المدينة فأراده على قبضها هدية فأبى، قال عبيد الله حسبت أنه قال إنا لا نقبل شيئًا من المشركين ولكن ان شئت أخذناها بالثمن فأعطيته (1) حين أبى علىّ الهدية (عن الحسن عن عياض بن جمار) (2) المجاشعى وكان بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم معرفة قبل أن يبعث، فلما بعث النبى صلى الله عليه وسلم اهدى له هدية قال أحسبها إبلًا فأبى أن يقبلها وقال إنا لا نقبل زيد (3) المشركين، قال رفدهم هديتهم. (عن ذى الجوشن) (4) قال أتيت النبى صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر فقلت يا محمد إنى قد جئتك بابن العرجاء (5) لتتخذه قال لا حاجة لى فيه، ولكن إن شئت أن أفيضك (6) به المختارة من دروع (7) بدر؟ فقلت ما كنت لأفيضك اليوم بعدة (8) قال فلا حاجة لى فيه، ثم ثال يا ذا الجوش ألا نسلم فتكون من أول هذا الأمر؟ قلت لا، قال لم؟ قلت إنى رأيت قومك قد ولعوا بك (9)، قال فكيف بلغك
__________
عتاب بن زياد ثنا عبد الله يعنى ابن مبارك أنا ليث بن سعد حدثنى عبيد الله بن المغيرة عن عراك بن مالك الخ (غريبه) (1) أى فأعطيته إياها بالثمن حين أبى علىّ الهدية (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) وزاد الطبرانى فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئًا احسن منه فيها يؤمئذ: ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على أسامة فقال يا أسامة أنت تلبس حلة ذى بزر؟ قال فلم، والله لأنا خير من ذى يزن ولأبى خير من ابيه، قال حكيم فانطلقت إلى أهل مكة أعجهم بقول أسامة (أى رفع صوتى) قال الهيثمى وإسناد رجاله ثقات (2) (سنده) حدّثنا هشيم أنا ابن عون عن الحسن عن عياض بن حمار الخ (قلت) حمار بحاء مهملة مكسورة ثم ميم مفتوحة بعدها راء باسم الحيوان المشهور الناهق، وقد صحفه بعض المتنطعين من الفقهاء فجعل بدل الراء دالًا مهملة لظنه أن احدًا لا يسمى بذلك، أسلم بعد هذه القصة وحسن إسلامه وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنه مطرّف بن عبد الله وأخوه يزيد بن عبد الله ابن الشخير والعلاء بن زياد وغيرهم رضى الله عنه (غريبه) (3) بفتح الزاى وسكون الموحدة بعدها دال مهملة، وفسره الراوى بأنه الرفد اى الهدية، يقال زبده بالكسر، وأما يزيده بالصم فهو إطعام الزبد (تخريجه) (د مذ) وصححه ابن خزيمة والترمذى. (4) (سنده) حدّثنا عفان بن خالد ثنا عيسى بن يونس بن ابى اسحاق الهمذانى عن أبيه عن جده عن دى الجوشن الخ (قال الحافظ فى الإصابة) ذو الجوشن الضبابى قبل اسمه اوس بن الأعور، وبه جزم المرزبانى، وقيل شر حبيل وهو الأشهر (غريبه) (5) هكذا فى الأصل العرجاء بعين مهملة وجيم مفتوحتين بينهما راء ساكنة، وجاء عن أبى داود القرحاء بقاف بدل العين وحاء مهملة بدل الجيم، وعلى كل حال هو اسم للعرس (6) بفتح الهمزة وكسر القاف أى أبدلك به واعوضك عنه وقد قاضه يقيضه مقايضة فى البيع إذا أعطاه متاعًا وأخذ منه متاعًا آخر لا نقد فيه (7) جمع درع بكسر أوله وسكون ثانية، وهو ما يصنع من الحديد كالقميص يلبس فى الحرب ليتقى به ضرب الرماح والحراب ونحوها والمعنى ان شئت ان أبدلك به الدروع المختارة أى الجيدة من دروع بدر فعلت (8) بضم العين المهملة أى آلة من آلات الحرب (9) بفتح اللام