كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)
-[ما جاء في هبة الرجل لأولاده وعدم تفضيل بعضهم على بعض فى الهبة]-
عمرة بنت رواحة (1) أئت النبى صلى الله عليه وسلم فأشهده، قال فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال انى نحلت ابنى النعمان نحلًا وان عمرة سألتنى أن أشهدك على ذلك، فقال ألك ولد سواه؟ قال قلت نعم، قال فكلهم أعطيت مثل ما أعطيت النعمان؟ فقال لا، فقال بعض هؤلاء المحدثين (2) هذا جوز، وقال بعضهم هذا تلجئة (3) فأشهد على هذا غيرى، وقال مغيرة فى حديثة أليس يسرك أن يكونوا لك فى البر واللطفة (4) سواء؟ قال نعم، قال فأشهد على هذا غيرى وذكر مجالد (5) فى حديثه إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك (ومن طريق ثان) (6) عن النعمان بن بشير أيضًا قال سألت أمى أبى بعض الموهبة لى فقالت لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأخذنى أبى بيدى وأنا غلام وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أن أم هذا ابنة رواحة زاولتنى (7) على بعض الموهبة (8) له وانى قد وهبتها له وقد أعجبها أن أشهدك، قال يثير ألك ابن غير هذا؟ قال نعم قال فوهبت له مثل الذى وهبت لهذا؟ قال لا، قال فلا تشهدنى إذا فانى لا أشهد على جور (9) (وفى رواية) فقال أكل ولدك قد نحلت؟ قال لا، قال فأورده (10) (وفى لفظ) قال فارجعها (11) وفى لفظ آخر) قال فسوّ بينهم. (وعنه أيضًا) (12) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعدلوا بين أبنائكم (13) (وفى لفظ) قاربوا بين أبنائكم يعنى سوّوا بينهم. (عن جابر بن عبد الله) (14) قال قالت امرأة بشير انحل ابنى غلامك وأشهد لى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنة فلان (15) سألتني أن أنحل
__________
امرأة فبشير انحل ابنى غلامك وأشهد لى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (1) هى اخت عبد الله بن رواحة شاعر النبى صلى الله عليه وسلم (2) يعنى الذين رووا هذا الحديث وتقدم ذكرهم فى السند (هذا جور) اى ميل عن الاستواء والاعتدال (3) التلجئة بكسر الجيم تفعلة من الإلجاء كأنه قدألجاك إلى ان تأتى امرًا باطنه خلاف ظاهره واحوجك الى ان تفعل فعلًا تكرهه، والمراد هنا ان امرأة بشير قد الجأته وحملته على فعل ما يكره (4) اى الرفق (5) هو ابن سعيد بن عمير الهمذانى (6) (سنده) حدّثنا. ابو يعلى انا ابو حيان عن الشعبى عن النعمان بن بشير قال سألت امى الخ (7) اى عالجتنى وحاولتنى (8) ايهم الموهبة ايضًا وتقدم فى الطريق الاولى وشرحها تفسير ما ابهم هنا وهو ان الموهبة كانت غلامًا وسيأتى فى حديث جابر ايضًا (9) اى ظلم او ميل، فمن لا يجوّز التفضيل بين الأولاد يفسره بالاول، ومن يجوّزه على الكراهة يفسره بالثانى (10) أى رد ما أعطيت وإلا فسوّ بينهم فى العطية (11) يعنى العطية أو سوّ بينهم، جاء فى رواية للبخارى قال فرجع فرد عطيته (تخريجه) (ق والأمامان. والأربعة) وغيرهم بألفاظ مختلفة والمعنى واحد. (12) (سنده) حدّثنا ابراهيم بن الحسن الباهلى وعبيد الله القواريرى ومحمد بن أبى بكر المقدى قالوا ثنا حماد بن زيد عن حاجب بن المفضل بن المهلب عن ابيه أنه سمع النعمان بن بشير يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (13) كررها ثلاثًا للتأكيد ومعناها التسوية بينهم فى العطية كما تقدم (تخريجه) (ق. وغيرهما). (14) (سنده) حدّثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا ثنا زهير ثنا أبو الزبير قال حسن فى حديثه عن أبى الزبير عن جابر الخ (15) يعني امرأته