كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 15)
-[لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت]-
استبرأ (1) لدينه وعرضه، ومن واقعها (2) يوشك أن يواقع الحرام، فمن رعى إلى جنب حمىً (3) يوشك أن يرتفع فيه، ولكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه (4) (زاد في رواية) ألا وإن في الإنسان مضغة (5) إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب (6) * (عن جابر بن عبد الله) (7) رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت (8)، النار أولى به (9) * (عن سعد بن أبى وقاص) (10) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم يأكلون بألسنتهم (11) كما تأكل
__________
غير واضحة الحل والحرمة كمعاملة من في ماله حرام غير معين فالورع تركه وأنه حل (ا) بالهمزة وقد يخفف أي طلب البراءة لدينه من الذم الشرعي (وعرضه) أي بصونه عن الوقيعة فيه بترك الورع الذي أمر به (2) أي فعل الأمور المشتبهة ولم يتورع عن تركها (يوشك) أي يقرب (أن يواقع الحرام) أي يفعله ويقع فيه (3) الحمى هو الشئ المحمي أي المحظور الذي يحظره صاحبه عن الناس ويتوعد من قرب منه بأشد العقوبة (والرتع) معناه أكل الماشية في المرعى وأصله إقامتها فيه وبسطها في الأكل شبه المكلف بالراعى والنفس البهيمية بالأنعام والمشتبهات بما حول الحمى والمحارم أي ما حرمه الله بالحمى نفسه وتناول الشبهات بالرتع حوله ووجه التشبيه وقوع العقاب على كل لعدم اتقاء ذلك فمن أكثر من الشبهات وتعرض لمقدماتها وقع في الحرام أو كاد فينبغي للمرء اجتناب ما اشتبه عليه لأنه إن كان في الواقع حراما فقد برئ من تبعته ووقي قلبه من الحرام فإن له أثرا فيه وإن كان حلالا فيؤجر على تركه بهذا القصد الجميل ومن ترخص لنفسه ندم ومن الفضائل حرم (4) أي ما حرمه الله عز وجل من خصال المعاصي (5) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ لكنها وإن صغرت حجمها عظمت قدرا ومن ثم كانت (إذا صلحت) أي انشرحت بالهداية (صلح الجسد كله) أي استعملت الجوارح في في الطاعات (6) القلب في الأصل مصدر وسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الأعضاء لسرعة الخواطر فيه وترددها عليه وعلق صلاح الأعضاء بصلاح القلب لأنه أميرها والمسيطر عليها فإذا صلح بحلول الهداية فيه صلحت الرعية وحكم العكس بالعكس (تخريجه) (ق. والأربعة وغيرهم) (7) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده في باب ما جاء في الأئمة المضلين الخ من كتاب الخلافة والإمارة (غريبة) (8) بضم السين المهملة بعدها حاء مهملة ساكنة هو الحرام وقيل هو الخبيث من المكاسب (9) أي لتطهره من ذلك باحراقها إياه (تخريجه) (مى حب هب) وقال المنذرى بعض أسانيده حسن (10) (سنده) قد ثنا يعلى ويحيي بن سعيد حدثني رجل كنت اسميه فنسيت اسمه عن عمر بن سعد قال كانت لي إلي أبي سعد (يعني أباه سعد بن أبي وقاس) قال وحدثنا أبو حيان عن مجمع قال كان لعمر بن سعد إلي أبيه حاجة فقدم بين يدي حاجته كلاما مما يحدث الناس يوصلون لم يكن يسمعه فلما فرغ قال يابني قد فرغت من كلامك؟ قال نعم قال ما كنت من حاجتك أبعد ولا كنت فيك أزهد مني منذ سمعت كلامك هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم الخ (غريبه) (11) أي يتخذون ألسنتهم ذريعة إلي مأكلهم كما تأخذ البقر بألسنتها ووجه الشبه بينهما أنهم لا يميزون بين الحق والباطل والحلال والحرام كما لاتميز البقر في رعيها بيم رطب ويابس وحلو ومر
الصفحة 5
230