كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 16)
-[الأمر بقتل الحيات وما ذكره العلماء في صفة أنواعها]-
(عن أبي عبيدة عن أبيه) (1) قال كنا جلوسًا في مسجد الخيف ليلة عرفة التي قبل يوم عرفة إذ سمعنا حس الحية (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا، قال فقمنا فدخلت شق حجرٍ فأتى بسعفةٍ (3) فأحزم فيها نارًا وأخذنا عودًا فقلعنا عنها بعض الحجر فلم نجدها، فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم دعوها وقاها الله شركم (4) كما وقاكم شرها (5) (ومن طريقٍ ثان) (6) عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمني فخرجت علينا حية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوها فابتدرناها (7) فسبقتنا (عن علقمة عن ابن مسعود) (8) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار (وفي لفظٍ بحراء) (9) فأنزلت عليه (والمرسلات عرفًا) فجعلنا نتلقاها منه فخرجت حية من جانب
__________
هو ابن حمزة بن واقد الحضرمي أحد رجال السند يعني أنه فسر الأسودين بالحية والعقرب وتسمية الحية والعقرب بالأسودين من باب التغليب ولا يسمى بالأسود في الأصل إلا الحية (تخريج) (الأربعة وغيرهم) وقال الترمزي حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح أه (قلت) وأخرجه أيضا (حب ك) وصححه (1) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن جريح قال أخبرني أبو الزبير أن مجأهد أخبره أن أبا عبيده أخبره عن أبيه (يعني عبد الله بن مسعود) قال كنا جلوسا الخ (غريبه) (2) الحية واحدة الحيات، قال في المختار يقال للذكر والأنثى والهاء للأفراد كبطة ودجاجة، على أنه قد روى عن العرب رأيت حيا على حية أي ذكر على أنثى أه وقال البخاري الحيات أجناس (الجنان والأفاعي والأساود) أه (قلت) الجنان بكسر الجيم وفتح النون مشددة وبعد الألف نون أيضا جمع جان، قيل هي الحية الصغيرة، قال في النهاية الجنان تكون في البيوت وأحدها جان وهو الدقيق الخفيف والحيات الشيطان أيضا أه (والأفاعي) جمع أفعى ضرب من الحيات قال الحافظ هي الأنثى من الحيات، والذكر منها أفعوان بضم الهمزة والعين وكنية الأفعوان أبو حيان وأبو يحيى لأنه يعيش ألف سنة وهو الشجاع الأسود الذي يوائب الإنسان: ومن صفة الأفعى إذا فقثت عادت ولا تغمض حدقتها البتة (والأساود) جمع أسود هي حية فيها سواد وهي أخبث الحيات، ويقال أسود وسالخ لأنه يسلخ جلده كل عام، وقيل هي حية رقيقة رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأسوربما كانت ذات قرنين أه (قلت) ويقال للحية أيضا ثعبان وقد جاء في التنزيل (فألقى عصأه فإذا هي ثعبان مبين) وفيه أيضا (فألقأها فإذا هي حية تسعى) قال في المصباح الثعبان الحية العظيمة وهي فعلان ويقع على الذكر والأنثى والجمع الثعابين أه وقد عدلها ابن خالوية سبعين اسما وذكر الجاحظ أيضا أنواعها، منها المكللة الرأس طولها شبران أو ثلاثة إن حاز جحرها طائر سقط، ولا يحس بها حيوان إلا هرب، فإن قرب منها حدر ولم يتحرك، وتقتل بصغيرها، ومن وقع عليه نظرها مات ومن نهشته ذاب في الحال، ومات كل من قرب من ذلك الميت من الحيوان، فإن مسها بعصا هلك بواسطة العصا وقيل إن رجل طعنها برمح فمات هو ودابته في ساعة واحدة، قال وهذا الجنس كثير ببلاد الترك أه (3) السعفة محركة أغصان النخل إذا يبست جمعه سعف وسعفات (4) أي وقأها الله قتلكم أيأها، وهو شر بالنسبة إليها وإن كان خيرا بالنسبة إليهم (5) أي لدغها وأذأها (6) (سنده) حدثنا حفص بن غياث ثنا الأعمش عن إبرأهيم عن الأسود عن عبد الله الخ (7) أي تسابقنا إليها لنقتلها (تخريج) (ق وغيرهما) (8) (سنده) حدثنا حجاج ثنا سفيان حدثنا منصور عن إبرأهيم عن علقمة عن ابن مسعود الخ (غريبه) (9) حرأه ككتاب جبل بمكة يذكر ويؤنث قال الجوهري واقتصر في الجمهرة على
الصفحة 14
243