كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 16)

-[ما جاء في الأمر بقتل الكلاب كلها وسبب ذلك]-
الله صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ أن يأتيه فيها فراث (1) عليه أن يأتيه فيها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده بالباب قائمًا، فقال رسول الله إني انتظرتك لميعادك فقال إن في البيت كلبَا ولا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة، وكان تحت سرير عائشة جرو (2) كلب فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج ثم أمر بالكلاب حين أصبح فقتلت (3). (عن أبي رافع) (4) (مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا رافع اقتل كل كلبٍ بالمدينة، قال فوجدت نسوةً من الأنصار بالصورين (5) من البقيع لهن كلب فقلن يا أبا رافع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أغزى رجالنا (6) وإن هذا الكلب يمنعنا بعد الله، والله ما يستطيع أحد أن يأتينا (7) حتى تقوم امرأة منا فتحول بينه وبينه فاذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فذكره أبو رافع للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا رافع اقتله فإنما يمنعهن (8) الله عز وجل. (وعنه أيضًا) (9) قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقتل الكلاب فخرجت أقتلها لا أرى كلبًا إلا قتلته فاذا كلب يدور ببيتٍ فذهبت لأقتله فناداني إنسان من جوف البيت يا عبد الله ما تريد أن تصنع؟ قلت أريد أن أقتل هذا الكلب فقالت اني امرأة مضيعة (10) وان هذا الكلب يطرد عني السبع ويؤذنني بالجائي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فاذكر ذلك له، قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فأمرني بقتله. (عن جابر الأنصاري) (11) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلاب المدينة أن تقتل فجاء ابن أم مكتوم
__________
(غريبه) (1) أي أبطأ يقال راث علينا خبر فلان يريث إذا أبطأ (2) قال النووي الجر وبكسر الجيم وضمها وفتحها ثلاث لغات مشهورات وهو الصغير من أولاد الكلب وسائر السباع أه (قلت) جاء عند مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - التفت فإذا جروا كلب تحت سريره فقال يا عائشة متى دخل هذا الكلب ها هنا؟ فقالت والله ما دريت (3) هذا سبب أمره - صلى الله عليه وسلم - بقتل الكلب (تخريجه) (م جه) * (4) حدثنا روح ثنا ابن جريح أخبرني العباس بن أبي خراش عن الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع عن عن أبي واقع الخ (غريبه) (5) بفتح الصاد المهملة وسكون الواو بعدها راء مفتوحة ثم تحتية ساكنة اسم موضوع قريب من المدينة وأصل الصور الجماعة من النخل (6) أي أرسل بهم إلى الغزو ولم يكن عندهم من الرجال من يمنعهم من السطو عليهم إلا هذا الكلب (7) تعني خوفا من الكلب (8) أي يحفظهن الله عز وجل بعد قتله ويستفاد منه التشديد في الأمر بقتل الكلاب وأنه لا يجوز اقتناؤها في البيوت لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يترك لأولئك النسوة كلبهن بعد أن ظهر له بعد سكنهن عن العمران وأنه لا رجال معهن يمنعوهن من السطو وأن رجالهن خرجوا إلى الجهاد في سبيل الله ومع هذا فقد أمر بقتل كلبهن وهو حجة القاتلين بعدم اتخاذ الكلاب في الدور والله أعلم (تخريجه) (بن طب) وسنده عند الأمام أحمد جيد (9) (سنده) حدثنا أبو عامر قال ثنالا يعقوب بن محمد بن طحلا ثنا أبو الرجال عن سالم بن عبد الله عن أبي رافع قال أمرني الخ (غريبه) (10) بفتح الميم وكسر المعجمة أي ضائعة منقطعة ليس لي أحد يتفقدني (تخريجه) هو كالذي قيله * ((11) (سنده) حدثنا إسماعيل بن أبان أبو إسحاق ثنا يعقوب عن عيسى بن جارية عن جابر الأنصاري الخ (قلت) جابر هو ابن عبد الله الأنصاري الصحابي المشهور

الصفحة 21