كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 16)

-[للزوجة إذا كبرت أو خشيت فراق الزوج أن تهب يومها لضرتها]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم واستد وجعه (1) استأذن أزواجه أن يمرض (2) فى بيتى فأذنّ (3) له (باب من وهبت يومها لضرتها) (عن عروة عن عائشة) (4) رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرا أقرع بين نسائه (5) فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه, وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة كانت وهبت يومها وليلتها لعائشة (6) زوج النبى صلى الله عليه وسلم تبتغى بذلك رضا النبى صلى الله عليه وسلم (عن عائشة رضى الله عنها) قالت لما كبرت سودة وهبت يومها الى فكان النبى صلى الله عليه وسلم يقسم لى بيومها مع نسائه قالت وكانت أول امرأة تزوجها بعدها
__________
عن الزهري قال اخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت الخ (غريبه) (1) أى وكان فى بيت ميمونه ذكره القسطلانى (2) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء مفتوحة أى يتعهد ويخدم فى بيتى وكانت فاطمة رضى الله عنها هى التى خاطبت امهات المؤمنين فى ذلك فقالت لهن إنه يتعهد ويخدم فى بيتى وكانت فاطمة رضى الله عنها هى التى خاطبت امهات المؤمنين فى ذلك فقالت لهن إنه يشق عليه الاختلاف, ذكره ابن سعد باسناد صحيح عن الزهرى (3) بتشديد النون, ويستفاد منه أن مجرد ارادة الزوج أن يكون عند بعض نسائه فى مرضه لا يكون محرما عليه بل يجوز له ذلك, ويجوز للزوجات الاذن له بالاقامة عند واحدة منهن (تخريجه) (ق- وغيرهما) (باب) (4) (سنده) حدثنا ابراهيم بن اسحاق وعلى قالا ثنا ابن مبارك قال على أنا ابن مبارك عن يونس قال على أنا يونس عن الزهرى قال اخبرنى عروة عن عائشة الخ (غريبه) (5) من القرعة بضم القاف وسكون الراء وهى السهام التى توضع على الحظوظ, فمن خرجت قرعته وهى سهمه الذى وضع على النصيب فهو له, وانما كان صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه تطييبا لتفوسهن وحذرا من الترجيح بلا مرجح عملا بالعدل, لأن المقيمة وان كانت فى راحة لكن يفوتها الاستمتاع بالزوج, والمسافرة وان حظيت عنده بذلك تتأذى بمشقة السفر, فايثار بعضهن بهذا وبعضهن بهذا اختيارا: عدول عن الانصاف, ومن ثم قال العلماء كان الإقراع واجبا, لكن محل الوجوب فى حق الأمة لا فى حقه صلى الله عليه وسلم لعدم وجوب القسم عليه كما نبه عليه ابن ابى جمرة والله أعلم (6) انما فعلت ذلك سودة لما كبرت كما فى رواية ستأتى للامام أحمد وفى رواية لأبى داود بلفظ, ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومى لعائشة فقبل ذلك منها) ففيها واشباهها نزلت (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا الآية) ورواه أيضا (مذ ص عب) وابن سعد, انظر تفسير هذه الآية وأحكام هذا الباب فى القول الحسن شرح بدائع المتن صحيفة 366 و 367 (قال الحافظ) فتواردت هذه الروايات على أنها خشيت الطلاق فوهبت, قال واخرج ابن سعد بسند رجاله ثقات من رواية القاسم بن ابى بردة مرسلا أن النبى صلى اله عليه وسلم طلقها فقعدت له على طريقه فقالت والذى بعثك بالحق مالى فى الرجال حاجته ولكن احب ان بعث مع نسائك يوم القيامة, فانشدك الذى انزل عليك الكتاب هل طلقتنى لموجدة وجدتها علىَّ؟ قال لا, قالت فانشدك لما راجعتنى فراجعها, قالت فانى قد جعلت يومي وليلتى لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم (تخريجه) (ق د نس جه)
__________
(إلى هنا انتهى الجزء السادس عشر من الفتح الربانى ويليه الجزء السابع عشر)
(وأوله كتاب الطلاق. نسال الله العفو يوم التلاق)

الصفحة 239