كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 16)
-[عدم دخول الملائكة بيتًا في كلب أو صورة]-
وهو رجل من شنوة (1) من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ناسًا معه عند باب المسجد (2) يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اقتنى كلبًا لا يغني عنه زرعًا ولا ضرعًا (3) نقص من عمله كل يومٍ قيراط قال أنت سمعت هذا (4) من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أي (5) ورب هذا المسجد (باب عدم دخول الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة). (عن ابن عباسٍ عن ميمونة) (6) رضي الله عنهم قالت أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خائرًا (7) فقيل له مالك يا رسول الله أصبحت خائرًا؟ قال وعدني جبريل عليه السلام أن يلقاني فلم يلقني، وما أخلفني، فلم يأته تلك الليلة ولا الثانية ولا الثالثة. ثم أتهم (8) رسول الله صلى الله عليه وسلم جرو كلب (9) كان تحت نضدنا (10) فأمر به
__________
ابن يزيد الكندي، والسائب صحابي صغير ولاه عمر سوق المدينة، وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة أحدى وتسعين وقيل قبلها والله أعلم (1) بفتح الشين المعجمة وضم النون بعدها همزة مفتوحة هكذا وقع عند الأمام أحمد (وهو رجل من شنوءة) وكذا في رواية عند مسلم، وفي رواية للبخاري والموطأ (وهو رجل من أزد شنوءة) بفتح الهمزة وسكون الزاي وشنوءة تقدم ضبطها وهي قبيلة مشهورة نسبوا إليها فيقال الشنائي بفتح المعجمة والنون وكسر الهمزة (ال في اللباب) هذه النسبة إلى أزد شنوءة، وشنوءة هو عبد الله بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد، والمشهور بهذه النسبة سفيان بن أبي زهير الشنائي ومالك بن بجينة الشنائي أه (2) أي مسجد المدينة (3) أي لا يحفظ له زرعا ولا ضرعا وتقدم تفسيره (4) القائل أنت سمعت هذا الخ هو السائب بن يزيد كما صرح بذلك في رواية أخرى للأمام أحمد بلفظ حديث الباب إلا أنه قال فيها قال السائب فقلت لسفيان أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ال نعم ورب هذا المسجد (5) أي بكسر الهمزة وسكون الياء حرف جواب بمعنى نعم فيكون لتصديق الخبر وإعلان المستخير ولو عد الطالب ويوصل باليمين كما هنا، أي نعم سمعته ورب هذا المسجد أقسم تأكيدا (تخريجه) (ق لك فع نس جه) هذا ويستفاد من أحاديث الباب جواز اقتناء الكلب للصيد والزرع والماشية للنص على ذلك، وهل يجوز لحفظ الدور والدروب نحوها؟ انظر القول الحسن شرح بدائع المن صحيفة 246 في الجزء الثاني (6) (سنده) حدثنا روح ثنا محمد بن أبي حفصة قال ثنا الزهري عن عبيد الله بن السياق عن ابن عباس عن ميمونة الخ (قلت) ميمونة هي زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالة ابن عباس (غريبه) (7) أي ثقيل النفس غير نشيط ولفظ مسلم (أصبح يوما واجما) بالجيم قال أهل اللغة هو الساكت الذي يظهر عليه الهم والكآبة، وقيل هو الحزين: يقال وجو يجم وجوما (8) التهمة فعلة من الوهم، والتاء بدل من الواو وقد تفتح الهاء واتهمته أي ظننت فيه ما نسب إليه، والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - وقع في نفسه أنه لا بد من شيء منع مجيء الوحي فأخذ يفتش في البيت على ذلك الشيء فوجد جرو كلب تحت سريره فأتهمه أي فظن أنه السبب المانع لمجيء الوحي، ويؤيد ذلك ما في رواية مسلم من حديث عائشة بلفظ (ثم التفت فإذا جروا كلب تحت سريره فقال يا عائشة متى دخل هذا الكلب ها هنا؟ فقالت والله ما دريت فأمر به فأخرج) (9) الجرو بكسر الجيم وفتحها وضمها ثلاث لغات مشهورات وتقدم أنه كل صغير من أولاد الكلاب وسائر السباع (10) النضد محركا في الأصل متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض، والمراد هنا السرير: وسمي بذلك لأن النضد يوضع عليه أي يجعل بعضه فوق
الصفحة 25
243