كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 17)
-[النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام]-
في طريق فلا تبدءوهم (1) واضطروهم إلى أضيقها (2) قال زهير فقلت لسهيل اليهود والنصارى؟ فقال المشركون (3) (وعنه من طريق ثان) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها (عن أبي عبد الرحمن الجهني) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني راكب غدا إلى يهود فلا تبدءوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم (6) (وعن أبي بصرة الغفاري) (7) عن النبي
__________
الحديث التالي (قال تعالى وقالت اليهود عزيز بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله) (1) يعني السلام كما صرح بذلك في الحديث التالي؛ لأن في الابتداء به إعزازًا لهم والله تعالى يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (2) أي جانبها بحيث لا يمشون وسط الطريق، وذلك لا بقصد إهانتهم أن كانوا من أهل الذمة ولم يظهر منهم سوء النية للمسلمين، بل يقصد إظهار فضل المسلم وتقديمه على غيره؛ لأن إهانة الذمي ممنوعة لقول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) (3) إنما قال المشركين محافظة على ما سمع (4) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرجه أبو داود من طري سهيل بن أبي صالح أيضًا قال خرجت مع أبي إلى الشام فجعلوا يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم، فقال أبي لا تبدءوهم بالسلام، فإن أبا هريرة رضي الله عنه حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبدءوهم بالسلام الخ وأخرجه أيضًا (م مذ) دون القصة (5) (سنده) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيبة عن مر ثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني الخ (غريبه) (6) سيأتي سبب قوله (وعيكم) قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد) قال أني خالفه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة قالا عن أبي بصرة ثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر قال أبو بصرة يعني في حديث ابن أبي عدي عن ابن إسحاق اهـ (قلت) سيأتي حديث أبي بصرة بعد هذا (تخريجه) (جه طح) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلي، وقال وليس لأبي عبد الرحمن هذا سوى هذا الحديث عند المصنف (يعني ابن ماجه) وليس له شيء في بقية الكتب الستة اهـ (قلت) محمد بن إسحاق ثمة ولكنه مدلس فإذا عنعن لا يحتج بحديثه وإذا قال حدثنا فحديثه صحيح وقد عنعن عن ابن ماجه لكنه صرح بالتحديث في رواية الإمام أحمد فالحديث صحيح، وقد جاء هذا الحديث عند الإمام أحمد في مسند عقبة بن عامر الجهني ولم أقف لأبي عبد الرحمن الجهني في المسند على غير هذا الحديث (7) (سنده) حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد يعني ابن جعفر قال أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد ين عبد الله عن أبي بصرة الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم يومًا أني راكب إلى يهود فمن انطلق معي فإن سلموا عليكم فقولوا وعليكم، فانطلقنا فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم (وله طريق ثان) عند الإمام أحمد أيضًا قال حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة قال ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير (يعني مرثد بن عبد الله) قال سمعت أبا بصرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا غادرون إلى يهود فلا تبدءوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم (تخريجه) (نس) بمعناه وسنده جيد، وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) في المكبير وزاد فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم، وأحد إسنادي أحمد والطبراني رجاله
الصفحة 338
360