كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 17)

-[كلام العلماء في السلام على أهل الكتاب وما يقال في الرد عليهم لو سلموا علينا]-
صلى الله عليه وسلم مثله (باب ما يقال في رد السلام على أهل الكتاب) (عن ابن عمر) (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليكم (2) فقل وعليك (3) وقال مرة إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم فإنهم يقولون السام عليكم (عن أنس بن مالك) (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم (وعنه أيضًا) (5) أن يهوديًا أتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه فقال السام عليكم، فرد عليه القوم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما قال؟ قالوا نعم، قال السام عليكم، قال ردوا علىَّ الرجل، فردوه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم قلت كذا وكذا؟ قال: نعم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك، أي عليك ما قلت (عن هشام بن زيد بن أنس) (6) قال سمعت أنسا يقول جاء رجل من أهل الكتاب فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السام عليكم، فقال يا رسول الله ألا أضر عنقه؟ قال لا، إذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم (عن أنس بن مالك) (7) أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك
__________
رجال الصحيح اهـ (قلت) الزيادة التي أشار إليها الهيثمي جاءت في الطريق الأولى من حديث الباب عند الإمام أحمد أيضًا (هذا) وفي أحاديث الباب النهي عن أن يبدأ المسلم أهل الكتاب بالسلام (قال النووي) قال بعض أصحابنا يكره ابتداؤهم بالسلام ولا يحرم، وهذا ضعيف؛ أن النهي للتحريم، فالصواب تحريم ابتدائهم، وحكى القاضي عياض عن جماعة أنه يجوز ابتداؤهم للضرورة والحادة، وهو قول علقمة والنخعي وقال الأوزاعي أن سلمت فقد سلم الصالحون، وأن تركت فقد ترك الصالحون، وأما المبتدع فالمختار أنه لا يبدو السلام إلا لعذر وخوف من مفسده: ولو سلم على من لم يعرفه فبان ذميا استحب أن يسترد سلامه بأن يقول استرجعت سلامي تحقيرًا له، وقال أصحابنا لا يترك للذمي صدر الطريق بل يضطر إلى أضيقه ولكن التضييق لا يقع في وهدة ونحوها، وأن خلت الطريق عن الزحمة فلا حرج اهـ (باب) (1) (سنده) حدثنا سفيان سمعته من ابن دينار عن ابن عمر الخ (غريبه) (2) السام بدون لام معناه الموت (3) أي وعليك الموت (قال النووي) رحمة الله اتفق العلماء على الرد على أهل الكتاب إذا سملوا، لكن لا يقال لهم وعليكم السلام بل يقال عليكم فقط، أو وعليكم، وقد جاءت الأحاديث التي ذكرها مسلم (قلت والإمام أحمد أيضًا) بلفظ عليكم وعليكم بإثبات الواو وحذفها، وأكثر الروايات بإثباتها، وعلى هذا في معناه وجهان (أحدهما) أنه على ظاهره فقالوا عليكم الموت فقال وعليكم أيضًا، أي نحن وأنتم فيه سواء وكلنا نموت (والثاني) إن الواو هنا للاستئناف لا للعطف والتشريك وتقديره وعليكم ما تستحقونه من الذم، وأما من حذف الواو فتقديره بل عليكم السام اهـ (تخريجه) (ق لك د مذ نس) (4) (سنده) حدثنا هشيم أنبأنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن جده أنس ابن مالك الخ (تخريجه) (ق مذ جه) (سنده) (5) حدثنا عبد الله بن بكر قال أنا سعيد عن قتادة عن أنس أن يهوديًا الخ (تخريجه) (ق، وغيرهما بدون القصة وأورده الهيثمي وقال لأنس حديث في الصحيح غير هذا رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (6) وأورده الهيثمي وقال هو في الصحيح خلا استئذان عمر في قتله، رواه أحمد ورجاله الصحيح (7) (سنده) حدثنا مؤمل ثنا حماد ثابت عن أنس بن مالك

الصفحة 339