كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 17)

-[بيان أول من أحدث المصافحة وكراهة مصافحة النساء]-
59 (باب أول من أحدث المصافحة وكراهة مصافحة النساء) (عن أنس بن مالك) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقدم عليكم غدًا أقوام هم أرق قلوبًا للإسلام منكم (2) قال فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: (غدًا نلقى الأحبة ... محمدًا وحزبه) فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة
60 (عن أميمة بنت رُفَيْقة) (3) قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نبايعه فأخذ علينا ما في القرآن أن لا نشرك بالله شيئًا الآية، قال فبما استطعتن وأطعتن، قلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا قلنا يا رسول الله ألا تصافحنا؟ قال إني لا أصافح النساء (4) إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة
61 (عن عمرو بن شعيب) (5) عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة
__________
أول الباب الذي يدل على عدم مشروعية المعانقة (فالجواب) أن حديث أنس لغير القادم من السفر وحديث عائشة للقادم والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا يحيى بن إسحاق قال ثنا يحيى بن أيوب عن حميد قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ (غريبه) (2) أرق أفعل تفضيل من الرقة وهي ضد القساوة، والمعنى أن قلوبهم ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير سالمة من الغلظ والقسوة التي وصف بها بعض القبائل (وقوله منكم) المراد به تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل الشرق وأهل مكة ونحوهم، والسبب في ذلك إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين بخلاف الآخرين، وكان قدوم أبي موسى ومن معه من الأشعريين من الحبشة حيث كانوا مهاجرين بها عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد فتح خيبر: فقد روى الإمام أحمد عن أبي موسى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من قومي بعدما فتح خيبر بثلاث فأسهم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا، وسيأتي هذا الحديث في غزوة خيبر من كتاب الغزوات (تخريجه) (ش) وسنده جيد وأخرجه أبو داود مختصرًا من حديث أنس أيضًا قال لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة (3) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا سفيان عن محمد يعني ابن المنكدر عن أميمة بنت رُقَيقة إلخ (غريبه) (4) يعني النساء الأجانب في البيعة أي لا يضع كفه في كف الواحدة منهن بل يبايعها بالكلام فقط، قال الحافظ العراقي هذا هو المعروف وزعْمُ أنه كان يصافحهن بحائل لم يصح، وإذا كان هو لم يفعل ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة عنه فغيره أولى بذلك (قال العراقي) والظاهر أنه كان يمتنع منه لتحريمه عليه فإنه لم يعد جوازه من خصائصه خاصة وقد قالوا يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها (تخريجه) أورده الحافظ بن كثير في تفسيره بسنده ولفظه وعزاه للإمام أحمد وقال هذا إسناد صحيح، قال وقد رواه (مذ نس جه) من حديث سفيان بن عيينة والنسائي أيضًا من حديث الثوري ومالك بن أنس كلهم عن محمد بن المنكدر به، وقال الترمذي حسن صحيح، قال وكذا رواه ابن جرير من طريق موسى بن عقبة عن محمد بن المتكدر به، ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر حدثتني أميمة بنت رقيقة وكانت أخت خديجة خالة فاطمة من فيها إلى فيَّ فذكره اهـ (5) سنده حدثنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب إلخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الحافظ

الصفحة 350