كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
أنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم قال وأنزل هؤلاء الآيات (ليسوا سواءا من أهل الكتاب) حتى بلغ (وما تفعلوا من خير فلن تكفروه والله عليم بالمتقين) (1) (باب ليس لك من الأمر شيء الخ) (عن سالم عن أبيه) (2) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية قال فنزلت هذه الآية (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (3)
__________
ابن مسعود (التفسير) (1) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قال ابن أبي نجيح زعم الحسن بن أبي يزيد العجلي عن ابن مسعود في قوله تعالى (ليسوا سواءا من أهل الكتاب أمة قائمة) قال لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا قال السدى ويؤيده هذا القوم الحديث الذي رواه الامام أحمد ابن حنبل في مسنده (فذكر حديث الباب) قال والمشهور عند كثير من المفسرين كما ذكره محمد بن اسحاق وغيره ورواه العوفي ابن عباس أن هذه الآيات نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة بن شعبة وغيرهم أي لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب وهؤلاء الذين اسلموا (قلت) يعني من تقدم ذكرهم بالذم في قوله تعالى (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) قال ولهذا قال تعالى (ليسوا سواءا) أي ليسوا كلهم على حد سواء بل منهم المؤمن ومنهم المجرم ولهذا قال تعالى (من أهل الكتاب أمة قائمة) أي قائمة بأمر الله مطيعة لشرعه متبعة لنبي الله فهي قائمة يعني مستقيمة (يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) أي يقيمون الليل ويكثرون التهجد ويتلون القرآن في صلواتهم (يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين) وهؤلاء هم المذكورون في آخر السورة وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل اليهم خاشعين لله الآية ولهذا قال تعالى (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه) أي لا يضيع عند الله بل يجزيهم به أوفر الجزاء (والله عليم بالمتقين) أي لا يخفى عليه عمل عامل ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز طب) وأورده الحافظ السيوطي في الدر المنثور وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وسنده صحيح (باب) (2) (سنده) حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل (قال عبد الله بن الامام أحمد) قال أبي وهو عبد الله بن عقيل صالح الحديث ثقة حدثنا عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه (يعني عبد الله بن عمر) الخ (غريبه) (3) قال الامام البغوي في تفسيره اختلفوا في سبب نزول هذه الآية فقال قوم نزلت في أهل بئر معونة وهم سبعون رجلا من القراء بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل بئر معونة في صفر سنة أربع من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد ليعلموا الناس القرآن والعلم أميرهم المنذر بن عمرو فقتلهم عامر بن الطفيل فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجدا شديدا وقنت شهرا في الصلوات كلها يدعو على جماعة من تلك القبائل باللعن والسنين فنزلت (ليس لك من الأمر شيء) (وقال قوم) نزلت يوم أحد واستدلوا بأحاديث منها حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث بن هشام فنزلت (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم) فأسلموا وحسن اسلامهم (ومنها حديث أنس) الآتي بعد هذا