كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا) (1) (باب لا يستوي القاعدون الخ) (عن خارجة بن زيد) (2) قال قال زيد بن ثابت اني قاعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوما إذ أوحى اليه قال وغشيته السكينة ووقع فخذه على فخذي حين غشيته السكينة قال زيد فلا والله ما وجدت شيئا قط أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى عنه فقال اكتب يا زيد فأخذت كتفا فقال اكتب (لا يستوي القاعدون (3) من المؤمنين والمجاهدون الآية كلها إلى قوله أجرا عظيما) فكتب ذلك في كتف فقام حين سمعها ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى فقام حين سمع فضيلة المجاهدين قال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ممن هو أعمى وأشباه ذلك؟ قال زيد فوالله ما مضى كلامه أو ما هو إلا أن قضى كلامه غشيت النبي صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها كما وجدت في المرة الأولى ثم سرى عنه فقال اقرأ فقرأت عليه (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدين) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (غير أولي الضرر) قال زيد فألحقتها فوالله لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف (عن ابي اسحاق) (4) أنه سمع البراء (بن عازب رضي الله عنه) يقول في هذه الآية (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدين في سبيل الله) قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
في الجزء السادس عشر صحيفة 49 رقم 128 أن النبي صلى الله عليه وسلم ودى القتيل وغضب على محلم بن جثامة غضبا شديدا وقال اللهم لا تغفر لمحلم ثلاث مرات انظر الحديث المشار إليه في الباب المذكور (1) تقدم تفسير هذه الآية في الحديث السابق (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات (باب) (2) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب كتابة القرآن في الأكتاف واللخاف من هذا الجزء صحيفة 29 رقم 82 ولنقتصر هنا على تفسير الآية فنقول (3) (التفسير) (لا يستوي القاعدون) عن الجهاد (من المؤمنين غير أولى الضرر) بنصب غير مدني وشامي وعلى لأنه استثناء من القاعدين أو حال منهم وبالجر عن حمزة صفة للمؤمنين وبالرفع غيرهم صفة للقاعدين والضرر المرض أو العاهة من عمى أو عرج أو زمانة أو نحوها (والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) عطف على القاعدون ونفى التساوي بين المجاهد والقاعد بغير عذر وان كان معلوما توبيخا للقاعد عن الجهاد وتحريكا له عليه ونحوه (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فهو تحريك للعلم وتوبيخ على الرضا بالجهل (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة) يعني لهم فضيلة في الآخرة قال ابن عباس أراد بالقاعدين هنا أولى الضرر وفضل الله المجاهدين على أولى الضرر درجة لأن المجاهد باشر الجهاد بنفسه وماله مع النية وأولو الضرر كانت لهم نية ولم يباشروا الجهاد فنزلوا عن المجاهدين درجة (وكلا) يعني كلا من المجاهدين والقاعدين (وعد الله الحسنى) يعني الجنة بإيمانهم (وفضل الله المجاهدين) يعني في سبيل اله (على القاعدين) يعني الذين لا عذر لهم ولا ضرر (أجرا عظيما) يعني ثوابا جزيلا (تخريجه) (د عب) قال المنذري في اسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد وتكلم فيه غير واحد اهـ (قلت) قال ابن معين ما حدث بالمدينة فهو صحيح وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق فيه ضعف (خلاصة) انظر الكلام على تخريجه في باب كتابة القرآن في الأكتاف واللخاف (4) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر