كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته (باب واذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) (عن مجاهد عن أبي عياش الرزقي) (1) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان باستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقالوا قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم ونفسهم قال فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر (واذا كنتم فيهم فأقمت لهم الصلاة) (2) قال فحضرت فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح قال فصففنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم رفع فرفعنا جميعا ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم باصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء قال ثم ركع فركعوا جميعا ثم رفع فرفعوا جميعا ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما جلس جلس الآخرون فسجدوا فسلم عليهم ثم انصرف قال فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين بعسفان ومرة بأرض بني سليم (باب إن يدعون من دونه إلا اناثا) (ز) (عن أبي بن كعب) (3) أن يدعون من دونه إلا اناثا قال مع كل صنم جنية
__________
شرط جواز القصر عند الخوارج والظاهرية بظاهر النص وعند الجمهور ليس بشرط واستدلوا بهذا الحديث اي حديث عمر لقوله للسائل (صدقة) أي قصر الصلاة في السفر صدقة (تصدق الله) أي تفضل (بها عليكم) أي توسعة ورحمة (فاقبلوا صدقته) أي سواء حصل الخوف أم لا قال النووي في هذا الحديث جواز القصر في غير الخوف وفيه أن المفضول اذا رأى الفاضل يعمل شيئا يشكل عليه دليله يسأل عنه اهـ (تخريجه) (م والأربعة) (باب) (1) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه واحكامه في الباب الأول من أبواب صلاة الخوف في الجزء السابع صحيفة 3 رقم 731 واليك تفسير الآيات المشار اليها في الحديث (2) (التفسير) (واذا كنت فيهم) هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يعني اذا كنت يا محمد في أصحابك وشهدت معهم القتال وأنتم تخافون العدو (فاقمت لهم الصلاة) وهذا جرى على عادة القرآن في الخطاب فلا مفهوم له (فلتقم طائفة منهم معك) أي فاجعلهم طائفتين فلتقم إحداهما معك فصل بهم وتقوم طائفة تجاه العدو (وليأخذوا أسلحتهم) اختلف في الذين يأخذون أسلحتهم فقيل هم الذين تجاه العدو وقيل المراد به هم المصلون يأخذون من السلاح مالا يشغلهم عن الصلاة كالسيف والخنجر ونحوهما (فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم) يعني اذا صلى الذين معك ركعة وفرغوا من صلاتها فليكونوا من ورائكم يعني فلينصرفوا الى المكان الذي هو في وجه العدو للحراسة (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا) يعني ولتأت الطائفة التي كانت في وجه العدو (فليصلوا معك) الركعة الثانية التي بقيت عليك ويتموا بقية صلاتهم (وليأخذوا حذرهم) أي ما يتحرزون به من العدو كالدرع ونحوه (واسلحتهم) جمع سلاح وهو ما يقاتل به (ود الذين كفروا) أي تمنى الكفار (لو تغفلون) يعني لو وجدوكم غافلين عن (اسلحتكم وامتعتكم) يعني حوائجكم التي بها بلاغكم في أسفاركم (فيميلون عليكم ميلة واحدة) أي يحملون عليكم حملة واحدة فيصيبون منكم غرة فيقتلونكم والله أعلم (باب) (3) (سنده) حدثنا