كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(باب ليس بأمانيكم) (عن أبي بكر رضي الله عنه) (1) أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح (2) بعد هذه الآية (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) (3) فكل سوء عملناه جزينا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تنصب (4) ألست تحزن الست تصيبك اللأواء (5) قال بلى قال فهو ما تجزون به (6) (وفي لفظ) قال فإن ذلك بذاك (7) (عن أبي هريرة) (8) قال لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) (9) شقت على
__________
هدية بن عبد الوهاب ومحمود بن غيلان قال ثنا الفضل بن موسى انا حسين بن وافد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب الخ يعني في قوله تعالى (ان يدعون من دون الا اناثا) (التفسير) (ان يدعون من دونه) أي ما يعبدون من دون الله (الا اناثا) جمع أنثى وهي اللات والعزى ومناة ونزلت في أهل مكة ولم يكن حيى من العرب الا ولهم صنم يعبدونه يسمونه انثى بني فلان في كل واحدة منهن جنية تتراءى للسدنة والكهنة وتكلمهم وهذا معنى قوله في الحديث مع كل صنم جنية وقيل كانوا يقولون في أصنامهم هن بنات الله يريدون الملائكة وهذا اعتقاد فريق منهم قال تعالى (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الله إناثا) هذا وبقية الآية (وان يدعون) أي يعبدون (الا شيطانا مريدا) أي متمردا خارجا عن الطاعة عاريا عن الخير (تخريجه) الحديث من زوائد عبد الله بن الامام احمد على مسند أبيه وأورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن احمد ورجاله رجال الصحيح (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا اسماعيل عن أبي بكر بن أبي زهير قال اخبرت ان ابا بكر قال يا رسول الله كيف الصلاح الخ (غريبه) (2) أي كيف يتصف الانسان بالصلاح بعد نزول هذه الآية (3) (التفسير) (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) أي ليس الأمر على شهواتكم وأمانيكم وفي المخاطب بهذه الآية قولان (احدهما) انه خطاب للمسلمين وأهل الكتاب واليهود والنصارى وذلك انهم افتخروا فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم فنحن أولى بالله منكم وقال المسلمين نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي على الكتب وقد آمنا بكتابكم ولم تؤمنوا بكتابنا فنحن أولى بالله منك (والقول الثاني) انه خطاب لمشركي مكة في قولهم لا نبعث ولا نحاسب وخطاب لأهل الكتاب في قولهم لن تمسنا النار إلا أياما معدودة والمعنى ليس بالأماني انما الأمر بالعمل الصالح (من يعمل سوءا يجزيه) أي سواء كان مسلما أو كافرا قال ابن عباس هي عامة في حق كل من عمل سوءا يجز به الا ان يتوب قبل أن يموت فيتوب الله عليه وقال الحسن وآخرون هي في حق الكفار خاصة بدليل قوله تعالى (ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) وهذا هو الكافر وأما المؤمن فله ولي ونصير والله أعلم (4) النصب بفتح الصاد المهملة التعب (5) اللأواء الشدة وضيق المعيشة (6) معناه ان المسلم يجازي بأعماله السيئة في الدنيا بالمصائب والمحن حتى يخرج من الدنيا طاهرا من الذنوب (7) يعني أن الابتلاء في الدنيا يكفر ذنوب المسلم والله أعلم (تخريجه) (حب ك هب) والطبري وابن المنذر وابن السني وصححه الحاكم واقره الذهبي (قلت) في اسناده انقطاع وله شواهد صحيحة تؤيده وله ايضا طرق كثيرة وربما كان هذا سبب تصحيح من صححه (8) (سنده) حدثنا سفيان حدثنا ابن محيصن شيخ من قريش سهمى سمعه عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (9) بقية الآية (ولا يجد له من