كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله أن تبلغ (1) فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا (2) وسددوا فكل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة (3) ينكبها (عن عائشة) (4) زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا تلا هذه الآية (من يعمل سوءا يجز به) قال إنا لنجزي (5) بكل عملنا هلكنا إذا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم يجزي به المؤمنون في الدنيا في مصيبة في جسده فيما يؤذيه (6) (باب واتخذ الله ابراهيم خليلا) (حدثنا عبد الرزاق) (7) حدثنا معمر في قوله (واتخذ الله ابراهيم خليلا) (8) قال اخبرني عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعي عن ابن مسعود أنه قال ان الله اتخذ صاحبكم خليلا (9) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم (عن ابن مسعود) (10) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صاحبكم خليل الله عز وجل
__________
دون الله وليا ولا نصيرا) (1) أي لما فيها من الوعيد الشديد (2) أي اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا (وسددوا) أي اقصدوا السداد وهو الصواب (3) جاء عند الترمذي (حتى الشوكة يشاكها) الشوكة بالجر على ان حتى جاره ويجوز الرفع على انها ابتدائية والنصيب بتقدير حتى تجد (يشاكها) بصيغة المجهول أي يشاك المؤمن تلك الشوكة (والنكبة) هي ما يصيب الانسان من الحوادث سواء كان ذلك في بدنه أو ماله أو عياله (ينكبها) بصيغة المجهول أيضا (تخريجه) (م نس مذ) قال الترمذي وابن محيصن اسمه عمرو بن عبد الرحمن بن محيصن (4) (سنده) حدثنا هارون بن معروف قال ثنا ابن وهب قال اخبرني عمرو ان بكر بن سوادة حدثه ان يزيد بن أبي يزيد حدثه عن عبيد بن عمير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (5) معناه ان كنا لنجزى بكل عملنا الخ (6) يشمل كل شيء يتأذى به المسلم في الدنيا وهذا من فضل الله تعالى بالمؤمن حيث كفر ذنوبه بتعجيل العقوبة له في الدنيا لأن العقوبة في الدنيا لا تذكر بالنسبة لعقوبة الآخرة نسأل الله السلامة والعافية (تخريجه) (ص) وأورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) ورجالهما رجال الصحيح (باب) (7) (حدثنا عبد الرزاق الخ) (8) (التفسير) (واتخذ الله ابراهيم خليلا) هذا من باب الترغيب في اتباعه لأنه امام يقتدى به حيث وصل إلى غاية ما يتقرب به العباد له فإن انتهى إلى درجة الخلة التي هي أرفع مقامات المحبة وما ذاك إلا لكثرة طاعته لربه كما وصفه به في قوله (وابراهيم الذي وفى) قال كثير من علماء السلف أي قام بجميع ما أمر به وفي كل مقام من مقامات العبادة فكان لا يشغله أمر جليل عن حقير ولا كبير عن صغير (9) قال الزجاج معنى الخليل الذي ليس في محبته خلل والخلة الصداقة فسمي خليلا لأن الله عز وجل أحبه واصطفاه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وهو موقوف على ابن مسعود ولكنه في حكم المرفوع فقد جاء مرفوعا في الحديث التالي ويؤيده ما جاء عند مسلم والامام احمد وغيرهما من حديث ابن مسعود أيضا وسيأتي في مناقب ابي بكر في كتاب الخلافة والامارة عن النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا (وفي الصحيحين) عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا) فقد ثبت بهذين الحديثين الخلة للنبي صلى الله عليه وسلم وزاد على ابراهيم عليه السلام بالمحبة فمحمد صلى الله عليه وسلم خليل الله وحبيبه فقد جاء في حديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ألا وأنا حبيب الله ولا فخر) أخرجه الترمذي بأطول منه (10) (سنده) حدثنا عفان ثنا