كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
سورة المائدة وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله (1) فنزل عنها (عن أسماء بنت يزيد) (2) قالت اني لآخذ بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أنزلت عليه المائدة كلها فكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة (عن جبير بن نفير) (3) قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت هل تقرأ سورة المائدة؟ قال قلت نعم قالت فإنها آخر سورة نزلت (4) فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم فيها من حرام فحرموه (5) وسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت القرآن (6) (باب اليوم أكملت لكم دينكم الخ) (عن طارق بن شهاب) (7) قال جاء رجل من اليهود (8) إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين انكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا (9) قال وأي آية هي؟ قال عز وجل (اليوم أكملت لكم
__________
عبد الله بن عمرو يقول أنزلت الخ (غريبه) (1) أي لثقله عليها من ضغط الملك ليعى ما يقال له ويحفظه (فنزل عنها) أي رحمة بها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث عبد الله بن عمرو وأورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه ابن لهيعة والأكثر على ضعفه وقد يحسن حديثه وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) حديثه هنا حسن لأنه صرح بالتحديث (2) (سنده) حدثنا ابو النضر ثنا أبو معاوية يعني شيبان عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق (3) (سنده) حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال ثنا معاوية عن أبي الزهراء عن جبير بن نفير الخ (غريبه) (4) اختلفت الروايات في آخر سورة نزلت من القرآن وتقدم الكلام على ذلك والجمع بين الروايات المختلفة في باب آخر ما نزل من سورة القرآن وآياته في هذا الجزء صحيفة 55 في الشرح (5) (ان قيل) لم خصت هذه السورة من بين سور القرآن بتحليل حلالها وتحريم حرامها وكل سور القرآن يجب أن يحل حلالها ويحرم حرامها (فالجواب) ان هذه السورة خصت بذلك لأن فيها ثمانية عشر حكما لم تنزل في غيرها من سور القرآن (قال الا البغوي) روى عن ميسرة قال ان الله تعالى أنزل في هذه السورة ثمانية عشر حكما لم ينزل في غيرها وهي قوله تعالى (والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام وما علمتم من الجوارج مكلبين وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) وتمام بيان الطهر في قوله اذا قمتم إلى الصلاة والسارق والسارقة ولا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ما جعل الله من بجيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام وقوله شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت (6) أي خلقه القرآن يعني التأديب بآدابه والعمل بما فيه (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهبي وهو موقوف على عائشة ولكن له حكم المرفوع لا سيما وقد روى بعض المسرين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع يا أيها الناس ان سورة المائدة من آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها (قلت) وفي قوله ان سورة المائدة من آخر القرآن نزولا الخ اشارة إلى أنها كلها محكمة ليس فيها منسوخ والى ذلك ذهب الجمهور والله أعلم (باب) (7) (سنده) حدثنا جعفر بن عون أنبأنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الخ (غريبه) (8) هو كعب الأحبار قبل أن يسلم وكان معه جماعة من اليهود وكان اسلامه في خلافة عمر على المشهور (9) أي لعظمناه