كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(عن قتادة عن أنس) (1) أن نفرا من عكل وعرينة تكلموا بالاسلام فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم أهل ضرع (2) ولم يكونوا أهل ريف (3) وشكوا حمى المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود (4) وأمرهم أن يخرجوا من المدينة فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا فكانوا في ناحية الحرة (5) فكفروا بعد اسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وساقوا الذود فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم فأتى بهم فسمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم وتركوا بناحية الحرة يقضمون (6) حجارتها حتى ماتوا قال قتادة فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم (إنما جزاء (7) الذين
__________
اللمس وتقدم الكلام عليه في الأحكام في باب الوضوء من لمس المرأة من أبواب نواقض الوضوء في الجزء الثاني صحيفة 91 فارجع اليه (فتيمموا) أي اقصدوا (صعيدا طيبا) أي ترابا طيبا نظيفا طاهرا (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) في قوله تعالى منه دليل على أنه يجب مسح الوجه واليدين بالصعيد وهو التراب وتقدم الكلام على التيمم وصفته وأحكامه وكل ما يتعلق به من كتاب التيمم في الجزء الثاني (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) يعني من ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم عند عدم الماء (ولكن يريد ليطهركم) يعني الأحداث والذنوب والخطايا لأن الوضوء تكفير للذنوب (وليتم نعمته عليكم) يعني بيان الشرائع والأحكام وما تحتاجون اليه من أمر دينكم (لعلكم تشكرون) نعمة الله عليكم بأن طهركم من الأحداث والذنوب وما جعل عليكم في الدين من حرج (تخريجه) (ق وغيرهما) (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة عن أنس (يعني ابن مالك رضي الله عنه) الخ (غريبه) (2) أي أهل ماشية من ذوات الضرع كالابل والغنم يرعونها ويتعيشون بلبنها ولحمها (3) الريف كل أرض فيها زرع ونخل وقيل هو ما قارب الماء من أرض العرب والمعنى أنهم من أهل البادية لامن أهل المدن (4) الذود من الابل ما بين الثنتين إلى التسع وقيل ما بين الثلاث إلى العشر واللفظ مؤنثة ولا واحد لها من لفظها كالنعم (5) بفتح المهملة وتشديد الراء مفتوحة أرض ذات حجارة سود بضواحي المدينة (6) بفتح الضاد المعجمة أي يعضونها وهذا الحديث تقدم مثله مشروحا شرحا تاما في باب ما جاء في المحاربين وقطاع الطريق من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة 124 (7) (التفسير) (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) المحاربة لله غير ممكنة وفي معناها للعلماء قولان (احدهما) أن المحاربين لله هم المخالفون أمره الخارجون عن طاعته لأن كل من خالف أمر انسان فهو حرب له فيكون المعنى يخالفون الله ورسول ويعصون أمرهما (والقول الثاني) معناه يحاربون أولياء الله وأولياء رسوله فهو من باب حذف المضاف (ويسعون في الأرض فسادا) يعني بحمل السلاح والخروج على الناس وقتل النفس وأخذ الأموال وقطع الطريق (ان يقتلوا) من غير صلب أن أفردوا القتل (أو يصلبوا) مع القتل إن جمعوا بين القتل وأخذ المال (أو تقطع أيديهم وأرجلهم) أن أخذوا المال (من خلاف) حال من الأيدي والأرجل (أو ينفوا من الأرض) أي ينفى من بلده إلى غيره ويحبس في السجن في البلد الذي نفى إليه حتى تظهر توبته (ذلك) الذي ذكر من الحد (لهم خزي) ذل وهوان وفضيحة (في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) هذا الوعيد في حق الكفار الذين نزلت الآية فيهم فأما من أجرى حكم الآية على المحاربين من المسلمين فينفى العذاب العظيم عنهم في الآخرة لأن المسلم اذا عوقب بجناية في الدنيا كانت عقوبته

الصفحة 128