كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

عليه وهو في الصلح فقتلت الذليلة (1) من العزيزة قتيلا فأرسلت العزيزة إلى الذليلة أن ابعثوا الينا بمائة وسق فقالت الذليلة وهل كان هذا في حيين قط دينهما واحد ونبيهما واحد وبلدهما واحد؟ دية بعضها نصف دية بعض إنا انما أعطيناكم هذا ضيما (2) منكم لنا وفرقا منكم فأما إذ قدم محمد فلا نعطينكم ذلك فكادت الحرب تهيج بينهم ثم ارتضوا أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم (3) ثم ذكرت العزيزة فقالت والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم (4) ولقد صدقوا ما أعطونا هذا إلا ضيما منا وقهرا لهم فدسوا الى محمد من يخبر لكم رأيه أن أعطاكم ما تريدون حكمتموه وان لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه (5) فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الله رسوله بأمرهم كله وما أرادوا فأنزل الله عز وجل (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون إلى الكفر من الذين قالوا آمنا - إلى قوله - ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) (6) ثم قال فيها والله نزلت واياهما عنى الله عز وجل (7) (باب وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس الخ) (عن أنس ابن مالك) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها (وكتبنا عليهم فيها (9) أن النفس بالنفس والعين بالعين
__________
عليه من أمر الدية (1) أي بنو قريظة من العزيزة يعني بني النضير (2) أي ظلما منكم لنا (وفرقا) بفتحات أي خوفا منكم (3) يعني حكما (4) معنا أن محمدا لا يقر ما أنتم عليه بل يسوي بينكما في الدية (5) هذا معنى قوله تعالى (ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا (6) تقدم تفسير الآية في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (7) تقدم في الحديث الأول من أحاديث الباب وهو حديث البراء بن عازب أن هذه الآيات نزلت في اليهوديين اللذين زنيا وفي هذا الحديث والذي قبله انها انزلت في الدية في بني قريظة وبني النضير قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد فنزلت هذه الآيات في ذلك كله والله أعلم ولهذا قال بعد ذلك (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين) إلى آخرها وهذا يقوي أن سبب النزل قضية القصاص والله أعلم (قلت) وهو وجيه ولا مانع من ذلك لأن أحاديث القصتين صحيحه فيحتمل أن بعض الصحابة علم قصة الزنا ولم يعلم قصة الدية وبعضهم علم قصة الدية ولم يعلم قصة الزنا فحكى كل واحد ما علمه أو علم القصتين فحكى احداهما وترك الأخرى والله أعلم (تخريجه) (د نس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وعزاه الحافظ السيوطي في الدر المنثور لأبي داود وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبي الشيخ وابن مردوية وسنده صحيح (باب) (8) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن أبي علي بن يزيد أخي يونس ابن يزيد عن الزهري عن أنس بن مالك الخ (9) (التفسير) (وكتبنا عليهم فيها) أي وفرضنا على اليهود في التوراة (أن النفس) مقتولة بالنفس اذا قتلتها بغير حق قرأ على بنصف النفس ورفع العين وما بعدها للعطف على محل أن النفس لأن المعنى وكتبنا عليهم النفس بالنفس إجراءا لكتبنا مجرى قلنا ونصب نافع وعاصم وحمزة المعطوفات كلها للعطف على ما عملت في أن ونصب الباقون الكل ورفعوا الجروح (والعين) مفقوءة (بالعين) (والأنف) مجدوع (بالأنف والأذن) مقطوعة (بالأذن والسن) مقلوعة

الصفحة 131