كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(باب يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الخ) (عن علي رضي الله عنه) (1) قال لما نزلت هذه الآية (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) قالوا يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت فقالوا أفي كل عام؟ فقال لا ولو قلت نعم لوجبت (2) فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) الخ الآية (3) (عن أنس بن مالك) (4) قال قال رجل (5) يا رسول الله من أبي؟ قال أبوك فلان فنزلت (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) إلى تمام الآية
__________
(وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا) ثبتوا على التقوى والايمان (ثم اتقوا وأحسنوا) العمل (والله يحب المحسنين) أي يثيبهم (تخريجه) (مذ ك) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (قلت) وصححه الحاكم أيضا (باب) (1) (سنده) حدثنا منصور بن وردان الأسدي حدثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن علي الخ (2) تقدم الكلام على ذلك في باب وجوب الحج في الجزء الحادي عشر صحيفة 14 (3) (التفسير) (يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) أي ان تظهر لكم تسؤكم أي ان امرتم بالعمل بها فإن من سأل عن الحج لم يأمن أن يؤمر به في كل عام فيسوءه ومن سأل عن نسبه كما سيأتي في حديث أنس لم يأمن من أن يلحقه بغيره فيفتضح وقال مجاهد نزلت حين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائية والوصيلة والحام الا تراه ذكرها بعد ذلك؟ (قلت) روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثنى بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم ان وصلت احداهما بأخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل الابل يضرب الضراب المعدود فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل عليه فلا يحمل عليه شيء وسموه الحامي (وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدلكم) معناه ان صبرتم حتى ينزل القرآن بحكم من فرض أو نهي أو حكم وليس في ظاهره شرح ما بكم اليه حاجة ومست حاجتكم اليه فإذا سألتم عنها حينئذ (تبد لكم) المعنى اذا سألتم عن أشياء في زمنه صلى الله عليه وسلم ينزل القرآن بابدائها ومتى ابداها ساءتكم فلا تسألوا عنها (عفا الله عنها) عن مسألتكم فلا تعوذوا (والله غفور حليم قد سألها) أي الأشياء (قوم من قبلكم) كما سألت ثمود صالحا الناقة وسأل قوم عيسى المائدة (ثم اصبحوا بها كافرين) أي لم يؤمنوا بها فأهلكهم الله عز وجل (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال وكذا رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث منصور بن وردان به ثم قال الترمذي حسن غريب وفيما قال نظر لأن البخاري قال لم يسمع أبو البختري من علي اهـ (قلت) وفي اسناده عبد الأعلى ابن عامر الثعلبي قال الامام احمد ضعيف وقال النسائي ليس بقوي ويكتب حديثه وقال ابن عدي قد حدث عنه الثقات كذا في التهذيب (4) (سنده) حدثنا روح ثنا شعبة قال أخبرني موسى بن أنس قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رجل الخ (غريبه) (5) هو عبد الله بن حذافة كما صرح بهذا في رواية من حديث أنس عند الامام أحمد أيضا وتقدم في باب ما جاء في ذم كثرة السؤال في العلم لغير حاجة من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة 159 رقم 24 وفيه فقال عبد الله بن حذافة يا رسول الله

الصفحة 133