كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

(باب يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) (عن علي بن مدرك) (1) عن أبي عامر الأشعري رضي الله عنه قال كان رجل قتل منهم بأوطاس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا عامر ألا غيرت؟ (2) فتلا هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) (3) فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) وقال أين ذهبتم انما هي يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ضل من الكفار اذا اهتديتم (عن قيس) (5) قال قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس انكم تقرؤن هذه الآية (6) (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم) وانا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيروه (7) أوشك الله أن يعمهم بعقابه (8) قال وسمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول إياكم والكذب فإن الكذب مجانب (9) للإيمان
__________
من أبي قال أبوك حذافة فقالت امه ما أردت إلى هذا؟ قال أردت أن استريح قال وكان يقال فيه قال حميد واحسب هذا عن أنس قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله زاد عند الشيخين قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة ما سمعت يا ابن أخي منك؟ أمنت أن تكون أمك قارفت بعض ما تقارب من أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس؟ فقال عبد الله بن حذافة لو ألحقني بعبد أسود لحقته (تخريجه) (ق وغيرهما) (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال ثنا مالك بن مغول ثنا علي بن مدرك الخ (غريبه) (2) أي الا غيرت هذا المنكر (3) (التفسير) (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) قال العلماء هذا أمر من الله تعالى ومعناه احفظوا أنفسكم من ملابسة الذنوب والاصرار على المعاصي لأنك إذا قلت عليك زيدا معناه الزم زيدا وقيل معناه عليكم أنفسكم فأصلحوها واعملوا في خلاصها من عذاب الله عز وجل وانظروا لها ما يقربها من الله عز وجل (لا يضركم من ضل اذا اهتديتم) يعني لا يضركم كفر من كفر اذا كنتم مهتدين وأطعتم الله عز وجل فيما أمركم به ونهاكم عنه قال سعيد بن جبير ومجاهد نزلت هذه الآية في أهل الكتاب اليهود والنصارى يعني عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل من أهل الكتاب فخذوا منهم الجزية واتركوهم (4) انما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكون أبي عامر فهم من الآية عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأفهمه أن المراد بها الكفار وقد فسرها بذلك سعيد ابن جبير ومجاهد (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجالهما ثقات إلا أني لم أجد لعلي بن مدرك سماعا من أحد من الصحابة (5) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا زهير يعني ابن معاوية قال ثنا اسماعيل بن أبي خالد قال حدثنا قيس الخ (قلت) قيس هو ابن أبي حازم (غريبه) (6) زاد أبو داود في روايته (وتضعونها على غير مواضعها) يعني تجرونها على عمومها وتمتنعون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلقا وليس كذلك (7) أي أن أمكنهم ذلك (8) أي عذابه (9) أي لا يتفق مع الايمان بمعنى أن الكاذب لا يكون مؤمنا (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن اسماعيل بن أبي خالد متصلا مرفوعا ومنهم من رواه عنه موقوفاً

الصفحة 134