كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

ربهم - إلى قوله - فتكون من الظالمين) (باب قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم الآية) (عن سعد بن أبي وقاص) (1) قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (هو القادر (2) على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) أما إنها كائنة ولم يأت على تأويلها بعد (عن عمرو) (4) سمع جابر بن عبد الله لما
__________
كتابا فدعا عليا رضي الله عنه ليكتب فقام الفقراء وجلسوا ناحية وكان المشركون طعنوا فيهم وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك طمعا في اسلاما لا احتقارا للفقراء فنزلت (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) الآية فرمى النبي صلى الله عليه وسلم بالصحيفة وأتى الفقراء فعانقهم (ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء) ذلك ان كفار قريش طعنوا في دين الفقراء واخلاصهم والمعنى حسابهم عليهم لازم لهم لا يتعداهم اليك كما أن حسابك عليك لا يتعداك اليهم (فتطردهم) جواب النفي وهو ما عليك من حسابهم (فتكون من الظالمين) جواب النهي وهو لا تطرد ويجوز أن يكون عطفا على فتطردهم على وجه التسبيب لأن كونه ظالما مسبب عن طردهم والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني الا انه قال فقالوا يا محمد هؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ لو طردت هؤلاء لاتبعناك فأنزل الله (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي - إلى قوله - اليس الله بأعلم بالمشاكرين) ورجال احمد رجال الصحيح غير كردوس وهو ثقة اهـ ورواه الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد وابن جرير وذكره الحافظ السيوطي في الدر المنثور وعزاه لابن أبي حاتم وابي الشيخ وابن مردوية وأبي نعيم في الحلية (باب) (1) (سنده) حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد ابن سعد عن سعد بن أبي وقاص الخ (2) (التفسير) (هو القادر) أي هو الذي عرفتموه قادرا وهو الكامل القدرة فاللام يحتمل العهد والجنس (على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) كما أمطر على قوم لوط وعلى أصحاب الفيل الحجارة (أو من تحت أرجلكم) كما غرق فرعون وحسف بقارون وقوم شعيب أو حبس المطر والنبات هذا ما قاله المفسرون السابقون (ونزيد على قولهم هذا) في تفسير قوله تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) كالطائرات التي حدثت في زماننا هذا ترمي بالقنابل المهلكة من الجو على المساكين فتهدمها على من فيها (أو من تحت أرجلكم) كالغواصات الحديثة التي تغوص البحار وتستقر في قاعها وتقذف بالمدمرات وهي في قاع البحر فتهلك من على ظهره في السفن وكآلات النسف التي توضع في أسفل المنازل والعمارات والمؤسسات ثم تنفجر فتجعل عاليها سافلها فيهلك من فيها وهذا من معجزات القرآن حيث قد أظهر العلم الحديث بعض أسراره قال تعالى (ويخلق مالا تعلمون) (أو يلبسكم شيعا) يعني أو يخلطكم فرقا مختلفين على أهواء شتى كل فرقة منكم مشايعة لامام ومعنى خلطهم أن ينشب القتال بينهم فيختلطوا ويشتبكوا في ملاحم القتال (ويذيق بعضكم بأس بعض) أي يقتل بعضكم بعضا والبأس آلة الحرب وقد حصل كل ذلك (3) اما بالتخفيف حرف تنبيه (انها) أي الخصلة المذكورة من بعث العذاب من الفوق أو من التحت (كائنة) أي واقعة فيما بعد (ولم يأت تأويلها) أي عاقبة ما فيها من الوعيد (وقوله بعد) بالبناء على الضم أي إلى الآن (قلت) قد وقع كل ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو من معجزات النبوة (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب (4) (سنده) حدثنا

الصفحة 138