كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

وثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم (1) (وفي رواية الخسف) والقذف (باب الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) (عن عبد الله) (2) قال لما نزلت هذه الآية (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) (3) شق ذلك على الناس وقالوا يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه؟ قال انه ليس الذي تعنون (4) الم تسمعوا ما قال العبد الصالح (5) (يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) انما هو الشرك (وفي لفظ) الم تسمعوا ما قال لقمان لابنه (لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) (باب ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) (عن ابن عباس) (6) قال لما نزلت (ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن) عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت (وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعمل المفسد من المصلح) قال فخالطوهم
__________
قتل عثمان نفرت القلوب منافرها والذي نفسي بيده لا تتألف إلى يوم القيامة وقالت أم سليم لما سمعت بقتل عثمان رحمه الله أما انه لم يحلبوا بعده إلا دما تريد كثرة القتل وسفك الدماء ذكر هذه الآثار الحافظ ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية (1) تقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث السابق وقد ثبت في الأحاديث المرفوعة (ليكونن في هذه الأمة قذف وخسف ومسخ وسيأتي مع نظائره في كتاب علامات الساعة واشراطها وظهور الآيات قبل يوم القيامة (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ابن أبي حاتم وابي جعفر الرازي (باب) (2) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال الخ (3) (التفسير) (الذين آمنوا أو لم يلبسوا) أي لم يخلطوا (ايمانهم بظلم) أي بشرك كالمنافقين اي يقول الذين اخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له ولم يشركوا به شيئا (أولئك لهم الأمن) أي هم الآمنون يوم القيامة (وهم مهتدون) أي المهتدون في الدنيا والآخرة (4) أي ليس معناه الظلم كما تفهمون ان يفعل بعض ما نهى الله عنه أو يترك بعض ما أمر الله به إنما هو الشرك بالله (5) يعني لقمان كما نطق به القرآن وصرح به في اللفظ الآخر (تخريجه) (ق مذ) وابن جرير وغيرهم (باب) (6) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في اباب (وان تخالطوهم فاخوانكم) في تفسير سورة البقرة وهو يتضمن جزءا من الوصايا العشر التي جاء بها القرآن في سورة الانعام أولها قوله تعالى (قل تعالوا أتلوا ما حرم ربكم عليكم) الآيات (روى الترمذي) بسنده عن عبد الله بن مسعود قال من سره أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ هؤلاء الآيات (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم - إلى قوله لعلكم تتقون) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب (وقال ابن عباس) هذه الآيات محكمات في جميع الكتب لم ينسخهن شيء وهن محرمات على بني آدم وهن أم الكتاب من عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار ذكره البغوي في تفسيره وروى الحاكم المستدرك بسنده عن ابن عباس أيضا قال ان في الانعام آيات محكمات هن أم الكتاب ثم قرأ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الآيات وصححه الحاكم واقره الذهبي (وروى الحاكم أيضا) بسنده عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبايعني على هؤلاء الآيات ثم قرأ (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) حتى ختم الآيات الثلاث فمن وفى فأجره على الله ومن انتقص شيئا أدركه الله بها في الدنيا كانت عقوبته ومن أخر إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء عذبه وان

الصفحة 140