كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

السبل فتفرق بكم عن سبيله) (باب هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك) الآية (عن أبي ذر) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تغيب الشمس تحت العرش (2) فيؤذن لها فترجع فإذا كانت تلك الليلة التي تطلع صبيحتها من المغرب لم يؤذن لها (3) فإذا أصبحت قيل لها اطلعي من مكانك (4) ثم قرأ (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة (5) أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) (عن أبي سعيد الخدري) (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم (يوم يأتي بعض آيات ربك (7) لا ينفع نفسا إيمانها)
__________
لعبادي (مستقيما) يعني قويما لا اعوجاج فيه (فاتبعوه) يعني فاعملوا به وقيل ان الله تعالى لما بين في الآيتين المتقدمتين ما وصى به مفصلا أجمله في هذه الآية إجمالا يقتضي دخول جميع ما تقدم ذكره فيه ويدخل فيه أيضا جميع أحكام الشريعة وكل ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من دين الاسلام وهو المنهج القويم والصراط المستقيم (ولا تتبعوا السبل) الطرق المختلفة في الدين من اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر البدع والضلالات (فتفرق بكم عن سبيله) يعني فتميل بكم هذه الطرق المختلفة المضلة عن دينه وطريقه الذي ارتضاه لك (ذلكم وصاكم به) يعني باتباع دينة وصراطه الذي لا اعوجاج فيه (لعلكم تتقون) أي تجتنبون الطرق المختلفة والسبل الضلة والله أعلم (تخريجه) (ك نس) وابن جرير وابن مردوية وصححه الحاكم (باب) (1) (سنده) حدثنا مؤمل ثنا حماد يعني ابن سلمة ثنا يونس عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر الخ (غريبه) (2) جاء عند الشيخين والامام احمد من وجه آخر لأبي ذر قال فتخر ساجدة فال تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع طالعة من مطلعها (يعني المشرق) قال النووي سجود الشمس بتمييز وادراك يخلق الله تعالى فيها (3) أي لم يؤذن لها في الرجوع إلى المشرق بل تبقى في مغربها إلى الصباح (4) يعني المغرب (5) (التفسير) (هل ينظرون) أي ينتظرون بعد تكذيبهم الرسل وانكارهم القرآن وصدهم عن آيات الله وهو استفهام معناه النفي وتقدير الآية انهم لا يؤمنون بك إلا إذا جاءتهم إحدى هذه الأمور الثلاث فإذا جاءتهم احداها آمنوا وذلك يعني لا ينفعهم إيمانهم (إلا أن تأتيهم الملائكة) يعني لقبض أرواحهم وقيل أن تأتيهم بالعذاب (أو يأتي ربك) بلا كيف ولا تشبيه لفصل القضاء بين خلقه في موقف القيامة (أو يأتي بعض آيات ربك) قال جمهور المفسرين هو طلوع الشمس من مغربها ويؤيده حديث أبي سعيد الآتي وعن صفوان بن عسال المرادي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه من حديث طويل (تخريجه) (ق مذ) بمعناه (6) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري الخ (7) (التفسير) (يوم يأتي بعض آيات ربك) قيل طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض قال جمهور العلماء أصح الأقوال في ذلك ما تظاهرت عليه الأحاديث الصحيحة وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طلوع الشمس من مغربها انظر باب طلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة من كتاب الفتن وعلامات الساعة في آخر جزء من كتابنا هذا تجد ما يسرك (لا ينفع نفسا إيمانها) أي لأنه ليس بإيمان اختياري بل هو إيمان دفع العذاب والبأس عن أنفسهم هذا وباقي الآية لم يذكر في الحديث وهو (لم تكن آمنت من قبل) يعني لا ينفع مشركا إيمانه ولا تقبل توبة فاسق عند ظهور هذه الآية العظيمة التي تضطرهم إلى الايمان والتوبة (أو كسبت إيمانهم) يعني

الصفحة 142