كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

قال طلوع الشمس من مغربها (سورة الأعراف) (باب ونزعنا ما في صدورهم من غل) (حدثنا عفان) (1) حدثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة في هذه الآية (ونزعنا ما في صدورهم من غل) (2) قال حدثنا قتادة أن أبا المتوكل الباجي حدثهم أن أبا سعيد الخدري حدثهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يخلص المؤمنون من النار (3) فيحسبون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا (4) حتى إذا هذبوا ونقوا (5) أذن لهم في دخول الجنة قال فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى لمنزله في الجنة منه لمنزله كان في الدنيا (6) قال قتادة وقال بعضهم ما يشبه لهم إلا أهل جمعة حين انصرفوا من
__________
أو عملت قبل ظهور هذه الآية خيرا من عمل صالح وتصديق قال الضحاك من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع ايمان قبل الله منه العمل الصالح بعد نزول الآية كما قبل منه قبل ذلك فأما من آمن من شرك أو تاب من معصية بعد ظهور هذه الآية فلا يقبل منه لأنها حالة اضطرار كما لو أرسل الله عذابا على أمة فآمنوا وصدقوا فإنهم لا ينفعهم ايمانهم ذلك لمعاينتهم الأهوال والشدائد التي تضطرهم الى الايمان والتوبة قال تعالى (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأو بأسنا) (قل انتظروا) يعني ما وعدتم به من مجيء الآية ففيه وعيد وتهديد (انا منتظرون) يعني ما وعدكم ربكم من العذاب يوم القيامة وقبله في الدنيا (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه اهـ (قلت) جاء مجمع الزوائد نحوه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (يوم يأتي بعض آيات ربك) قال طلوع الشمس من مغربها قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات قال وله طرق في امارات الساعة والله أعلم (باب) (1) حدثنا عفان الخ (2) (التفسير) لما ذكر الله تعالى وعيد الكفار وما أعد لهم في الآخرة في آية سابقة بقوله تعالى - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين - اتبعه بذكر وعد المؤمنين وما أعد لهم في الآخرة فقال (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) يعني والذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بما أمرهم به وتجنبوا ما نهاهم عنه (لا نكلف نفسا إلا وسعها) يعني لا نكلف نفسا إلا ما يسعها من الأعمال وما يسهل عليها ويدخل في طوقها وقدرتها ومالا حرج فيه عليه ولا ضيق (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما في صدورهم من غل) أي وقلعنا وأخرجنا ما في صدور المؤمنين من غش وحسد وحقد وعداوة كانت بينهم في الدنيا فجعلناهم (اخوانا على سرر متقابلين) لا تحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم دون بعض روى عن علي رضي الله عنه قال فينا والله أهل بدر نزلت - ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين - (3) يعني اذا نجوا من السقوط فيها حال جوزهم على الصراط المضروب على متنها والمراد بالمؤمنين بعضهم وهم الذين علم الله تعالى أن القصاص لا يستنفد صفاتهم أو تفضل عليهم بعضوه وخرج من هذا صنفان من الموحدين من دخل الجنة بغير حساب ومن أوبقه سوء عمله (4) استظهر الحافظ ان القتطرة طرف الصراط مما يلي الجنة ولغيره غير ذلك والقصاص مأخوذ من القص أي القطع أو من اقتصاص الأثر أي تتبعه لأن المقتص يتتبع جناية الجاني ليقابلها بالمثل والمراد هنا تتبع ما بينهم من التبعات واسقاط بعضهم ببعض (5) التنقية والتهذيب بمعنى التمييز والتخليص من ارجاس المظالم (6) معناه أن يكون أكثر

الصفحة 143