كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

جمعتهم (1) (باب فلما تجلى ربه للجبل الخ) (حدثنا أبو المثنى) (2) معاذ بن معاذ العنبري قال ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (فلما تجلى ربه للجبل) (3) قال هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر (4) قال أبي أرانا معاذ (5) قال فقال له حميد الطويل ما تريد إلى هذا يا أبا محمد (6) قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال من أنت يا حميد وما أنت يا حميد يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فتقول أنت ما تريد إليه؟ (ومن طريق ثان) قال الامام احمد حدثنا روح ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل (فلما تجلى ربه للجبل) قال فأومأ بخنصره (7) قال فساخ
__________
معرفة بمنزله في الجنة من منزله في الدنيا وذلك لعرضه عليه بعد موته بالغداة والعشى كما في بعض الروايات وفيه أشارة إلى قوله تعالى (ويدخلهم الجنة عرفها لهم) (1) يريد أنهم يعرفون منازلهم من الجنة كما يعرف أهل القرية منازلهم بعد انصرافهم من صلاة الجمعة (تخريجه) (خ وغيره) (باب) (2) (حدثنا أبو المثنى الخ) (3) (التفسير) (فلما تجلى ربه للجبل) اي ظهر نور ربه للجبل وعن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل قال ما تجلى منه إلا قد الخنصر وقال الحافظ السيوطي في تفسير الجلالين أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم وقال النسفي في تفسير قوله تعالى - فلما تجلى ربه للجبل - أي ظهر وبان ظهوره بال كيف (جعله دكا) قال ابن عباس جعله ترابا وقال سفيان ساخ الجبل حتى وقع في البحر فهو يذهب فيه ويروى عن سهل بن سعد الساعدي ان الله تعالى أظهر من سبعين الف حجاب نورا قدر الدرهم فجعل الجبل دكا يعني مستويا بالأرض (4) جاء في المستدرك للحاكم عن أنس أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل - فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا - قال حماد هكذا ووضع الابهام على الخنصر الايمن يعني على المفصل الأعلى من الخنصر كما جاء في رواية ابن جرير (5) القائل قال أبي هو عبد الله بن الامام احمد يريد أن معاذ بن معاذ شيخ الامام أحمد أراه بالتسلسل عن مشايخه كيفية اخراج طرف الخنصر وقد وضحته رواية الحاكم وابن جرير كما تقدم (6) كنية ثابت البناني الراوي عن أنس أي ما تقصد بذكر هذا الحديث وجاء في المستدرك للحاكم فقال حميد لثابت تحدث بمثل هذه؟ قال فضرب ثابت صدر حميد ضربة بيده وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث به وأنا لا أحدث به؟ وعن ابن جرير فضرب صدر حميد وقال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوله أنس وأنا اكتمه (7) أي أشار بخنصره قال الامام البغوي في تفسيره وقال السدي ما تجلى إلا قدر الخنصر يدل عليه ما روى ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (يعني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) وقال هكذا ووضع الابهام على المفصل الأعلى من الخنصر فساخ الجبل وقال الامام البغوي أيضا قرأ حمزة والكسائي دكاء ممدودا غير منون هاهنا وفي سورة الكهف وافق عاصم في الكهف (وقرأ الآخرون) دكا مقصورا منونا فمن قصر فمعناه جعله مدقوقا والدك والدق واحد وقيل معناه دكه الله دكا أي فتقه كما قال إذا دكت الأرض دكا ومن قرأ بالمد أي بدل مستويا أرضا دكاء (وقيل) معناه جعله مثل دكاء وهي الناقة التي لا سنام لها والله أعلم (تخريجه) (مذ ك وغيرهما) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد اهـ (قلت) وصححه الحاكم واقره الذهبي والله سبحانه وتعالى أعلم

الصفحة 144