كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(باب وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم) (عن مسلم بن يسار الجهني) (1) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية (2) (واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم) الآية (3) فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها (4) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره (5) بيمينه واستخرج منه ذرية (6) فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون (7) ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل (8) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة (9) حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار (10)
__________
(باب) (1) (سنده) حدثنا روح حدثنا مالك (ح) وحدثنا إسحاق أخبرني مالك قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد وحدثنا مصعب بن الزبير حدثني مالك عن يزيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني الخ (غريبه) (2) أي عن كيفية أخذ الله ذرية بني آدم من ظهورهم المذكور في الآية (3) (التفسير) (وإذ) أي اذكر يا محمد حين (أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) بدل اشتمال مما قبله باعادة الجار والتقدير واذ أخذ ربك من ظهور بني آدم (ذرياتهم) قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وابن عامر ذرياتهم بالجمع وكسر التاء وقرأ الآخرون ذريتهم على التوحيد ونصب التاء (فإن قيل) ما معنى قوله (واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) وانما أخرجهم من ظهر آدم كما دل على ذلك الحديث (قيل) إن الله أخرج ذرية آدم بعضهم من ظهور بعض على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء في الترتيب فاستغنى عن ذكر ظهر آدم لما علم أنهم كلهم بنوه وأخرجوا من ظهره بنعمان بفتح النون وفسر في حديث ابن عباس بعرفة وستأتي الإشارة اليه ونصب لهم دلالئل على ربوبيته وركب فيهم عقلا (واشهدهم على أنفسهم) قال (ألست بربكم؟ قالوا بلى) أنت ربنا (شهدنا) بذلك (أن تقولوا) أي لئلا تقولوا (يوم القيامة إنا كنا عن هذا) أي التوحيد (غافلين) لا نعرفه (4) اي عن هذه الآية المتقدمة (5) أي ظهر آدم (بيمينه) فسره المتأخرون بحملة تأويلات لا حاجة إليها وقد تقدم غير مرة أن مثل هذه الألفاظ بالنسبة لله عز وجل نؤمن بها ونحملها على ظواهرها من غير تكييف ولا تمثيل وندع علمها لله عز وجل كما هو مذهب السلف رضي الله عنهم (6) قيل فبل دخول آدم الجنة بين مكة والطائف وقيل ببطن نعمان بفتح النون وأنه بقرب عرفة وقيل في الجنة وقيل بعد النزول منها في أرض الهند وقد جاء في حديث ابن عباس وتقدم بسنده وتخريجه في أول كتاب التوحيد من الجزء الأول صحيفة 32 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فثرهمبين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبلنا وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وهو حديث صحيح (7) أي من الطاعات (يعملون) إما في جميع عمرهم أو في خاتمة أمرهم (8) أي إذا كان كما ذكرت يا رسول الله من سبق القدر ففي أي شيء يفيد العمل أو فلأي شيء أمرنا بالعمل (9) اي جعله عاملا بعمل أهل الجنة ووفقه للعمل به (10) فيه إشارة إلى أن المدار على عمل مقارن بالموت (تخريجه) (لك د