كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
(ز) (عن أبي بن كعب) (1) في قوله الله عز وجل (وإذ إخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم - الآية) (2) قال جمعهم فجعلهم أرواسا ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى قال فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم عليه السلام أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري فلا تشركوا بي شيئا اني سأرسل اليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك فاقروا بذلك ورفع عليهم آدم ينظر اليهم فرأى الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال رب لولا سويت بين عبادك (3) قال اني أحببت أن أشكر (4) ورأى الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور (5) خصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة وهو قوله تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) (6) إلى قوله (عيسى بن مريم) كان في تلك الأرواح (7) فأرسله إلى مريم فحدث (8) عن أبي أنه دخل من فيها (9)
__________
نس مذ هب ك) وابن أبي حاتم وابن جرير وغيرهم وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الترمذي هذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر وقد ذكر بعضهم في هذا الاسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا زاد ابن أبي حاتم وبينهما نعيم بن ربيعة وجاء عند أبي داود عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة ومسلم بن يسار هذا وثقه ابن حبان وقال العجلي تابعي ثقة ونعيم بن ربيعة وثقه أيضا ابن حبان وقال الحافظ في التقريب مقبول (ز) (1) (سنده) حدثنا محمد بن يعقوب الزبالي ثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أبي بن كعب الخ (2) تقدم تفسيرها في شرح الحديث السابق (3) أي لولا جعلتهم على صورة واحدة في الغنى وحسن الصورة (4) بضم الهمزة وفتح الكاف أي يشكرني حسن الصورة حينما يرى من هو أقل منه في حسن المنظر ويشكرني الغنى حينما يرى الفقير وهكذا (5) أي ميزهم الله عز وجل عن سائرالناس بهذا النور وفضلهم عليهم بأن خصهم بميثاق آخر في الرسالة والنبوة (6) (التفسير) (واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) قيل أن المراد بهذا الميثاق الذي أخذ منهم حين أخرجوا في صورة الذر من صلب آدم عليه السلام كما يستفاد من هذا الحديث (ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم) يقول تعالى مخبرا عن أولى العزم الخمسة وبقية الأنبياء أنه أخذ عليهم العهد والميثاق في اقامة دين الله تعالى وابلاغ رسالته والتعاون والتناصر والاتفاق ونص من بينهم على هؤلاء الخمسة وهم أولوا العزم وهو من باب عطف الخاص على العام وبدأ في هذه الآية بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أنه خاتم الأنبياء لشرفه صلى الله عليه وسلم ثم رتبهم بحسب وجودهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) أي عهدا شديدا على الوفاء بما حملوا (7) أي كان روح عيس في تلك الأرواح (وقوله فأرسله) يعني روح عيسى (8) أي فحدث الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أبي بن كعب أن روح عيسى دخل في مريم من فمها والله أعلم (9) زاد الحاكم في المستدرك بعد ذكر هذه الآية (قال) وهو قوله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وذلك قوله (هذا نذير من النذر الأولى وقوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين وهو قوله - ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كان في علمه بما أقروا به