كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
على ضعيفهم (ومن طريق ثان) (1) عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن الأنفال (يعني سورة الأنفال) فقال فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول عن السراء (عن سعد بن أبي وقاص) (2) قال لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكتيفة (3) فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال اذهب فاطرحه في القبض (4) قال فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبى قال فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اذهب فخذ سيفك (وعنه من طريق ثان) (5) قال يا رسول الله
__________
بقسمتها على ما تقتضيه حكمته ويمتثل الرسول أمر الله فيها وليس الأمر في قسمتها مفوضا إلى رأي أحد (واختلف العلماء في حكم هذه الآية) فقال مجاهد وعكرمة السدي هذه الآية منسوخة فنسخها الله عز وجل بالخمس في قوله (واعلموا انما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) الآية وقيل كانت الغنائم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمها كيف شاء ولمن يشاء ثم نسخها الله بالخمس (وقال بعضهم) هذه الآية ناسخة من وجه ومنسوخة من وجه وذلك أن الغنائم كانت حراما على الامم الذين من قبلنا في شرائع أنبيائهم فأباحها الله لهذه الأمة بهذه الآية وجعلها ناسخة لشرع من قبلنا ثم نسخت آية الخمس وقال عبد الرحمن ابن زيد أنها محكمة وهي احدى الروايات عن ابن عباس ومعنى الآية على هذا القول قل الأنفال لله والرسول يضعها حيث أمره الله وقد بين الله مصارفها في قوله (واعلموا انما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) الآية وصح من حديث ابن عمر قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فغنمنا ابلا فأصاب كل واحد منا اثني عشر بعيرا رواه (ق حم وغيرهم) فعلى هذا تكون الآية محكمة وللامام أن ينفل من شاء من الجيش ما شاء قبل التخميس (فاتقوا الله) يعني اتقوا الله بطاعته واتقوا مخالفته واتركوا المنازعة والمخاصمة في الغنائم (وأصلحوا ذات بينكم) أي أحوال بينكم يعني ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق وقال الزجاج معنى ذات بينكم حقيقة وصلكم والبين الوصل أي فاتقوا الله وكونوا مجتمعين على ما أمر الله ورسوله به (وأطيعوا الله ورسوله) فيما يأمرانكم به وينهيانكم عنه من الغنائم وغيرها (ان كنتم مؤمنين) أي مصدقين بوعد الله ووعيده (1) تقدم هذا الطريق بسنده وشرحه في الباب المشار إليه سابقا من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 32 رقم 331 (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهبي وأورده الهيثمي بطريقيه وقال رجال الطريقين ثقات (2) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو اسحاق الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص الخ (غريبه) (3) بفتح الكاف والكتيف السيف الصفيح أي العريض (4) القبض بالتحريك بمعنى المقبوض وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم (نه) (5) (سنده) حدثنا أسود بن عامر أنبأنا أبو بكر عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن سعد بن مالك قال يا رسول الله الخ (قلت) مالك والد سعد كنيته أبو وقاص فنسب في الطريق الأولى الى كنية أبيه وفي الطريق الثانية الى اسمه وسعد هذا هو أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ومناقبه كثيرة ومات بالعقيق سنة خمس وخمسين