كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
قد شفاني (1) الله من المشركين فهب لي هذا السيف قال ان هذا السيف ليس لك ولا لي (2) ضعه قال فوضعته ثم رجعت قلت عسى أن يعطى (3) هذا السيف اليوم من لم يبل بلائي (4) قال فإذا رجل يدعوني من ورائي (5) قال قلت قد أنزل في شيء؟ قال كنت سألتني السيف وليس هو لي (6) وانه قد وهب لي (7) فهو لك قال وأنزلت هذه الآية (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) (باب قوله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) الآية (عن عمر ابن الخطاب) (8) رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف (9) ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبل ثم مد يديه (10) عليه رداؤه وإزاره ثم قال اللهم أين ما وعدتني اللهم أنجز (11) ما وعدتني اللهم انك ان تهلك (12) هذه العصابة من أهل الاسلام فلا تعبد في الأرض أبدا قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال يا نبي الله كفاك (13) مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب
__________
على المشهور وهو آخر العشرة وفاة (1) اي شفا نفسي من المشركين ونصرني عليهم وهو من الشفاء البرء من المرض يقال شفاء الله يشفيه فنقله من شفاء القلوب والنفوس (2) أي لأنه من أموال الغنيمة التي لم تقسم (3) بصيغة المجهول (وقوله هذا السيف) نائب الفاعل ليعطي (4) مفعول ثان ليعطي أي من لم يعمل مثل عملي في الحرب كأنه يريد أن الحرب تظهر حال الرجل ان كان شجاعا أو جبانا وقد اختبرت أنا فظهر مني ما ظهر فأنا أحق لهذا السيف من الذي لم يختبر مثل اختباري (5) هذا الرجل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) جملة حالية أي سألتني السيف والحال أنه لم يكن لي (7) أي الآن (تخريجه) أورد الطريق الأولى منه الحافظ السيوطي في الدر المنثور وعزاه (حم ش) وابن جرير وابن مردوية وفيه انقطاع لأن محمد بن عبيد الله الثقفي لم يدرك سعدا وهو ثقة وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره بطريقيه وسكت عن الطريق الأولى وعزى الطريق الثانية لأبي داود والترمذي والنسائي من طرق عن أبي بكر ابن عياش به وقال الترمذي حسن صحيح (باب) (8) (سنده) حدثنا أبو نوح فراد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب الخ (غريبه) (9) بفتح النون وتشديد التحتية مكسورة قال في النهاية ناف الشيء ينوف اذا طال وارتفع ونيف على السبعين في العمر اذا زاد وكل ما زاد على عقد فهو نيف بالتشديد وقد يخفف حتى يبلغ العقد الثاني (10) فيه استحباب استقبال القبلة في الدعاء ورفع اليدين وانه لا بأس برفع الصوت في الدعاء (11) من الانجاز أي احضر لي ما وعدتني من النصر يقال أنجز وعده اذا أحضره (12) قال النووي ضبطوا تهلك بفتح التاء وضمها فعلى الأول ترفع العصابة على أنها فاعل وعلى الثاني تنصب وتكون مفعولة والعصابة الجماعة اهـ قال الحافظ انما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبين فلو هلك هو ومن معه حينئذ لم يبعث أحد ممن يدعون إلى الايمان ولا استمر المشركون يعبدون غير الله فالمعنى لا يعبد في الأرض بهذه الشريعة (13) جاء في بعض الروايات كذاك بالذال وفي رواية البخاري حسبك وكله بمعنى كما صرح به الجزري والنووي (وقوله مناشدتك ربك) المناشدة السؤال مأخوذة من النشيد وهو رفع الصوت وضبطوا