كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (1) فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا الحديث (2) (باب واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (عن مطرف) (3) قال قلنا الزبير رضي الله عنه يا ابا عبد الله ما جاء بكم ضيعتم الخليفة حتى قتل (4) ثم جئتم تطلبون بدمه (5) قال الزبير رضي الله عنه إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (6)
__________
مناشدتك بالرفع والنصب وهو الأشهر قال القاضي عياض من رفعه جعله فاعلا لكفاك ومن نصبه فعلى المفعول لما في حسبك وكفاك وكذاك من معنى الفعل من الكف قال العلماء هذه المناشدة انما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ليراه أصحابه بتلك الحال فتقوى قلوبهم بدعائه وتضرعه مع أن الدعاء عبادة وقد كان وعده الله تعالى إحدى الطائفتين إما العير وإما الجيش وكانت العير قد ذهبت وفاتت فكان على ثقة من حصول الأخرى ولكن سأل تعجيل ذلك من غير أذى يلحق المسلمين (1) (التفسير) (إذ تستغيثون ربكم) أي واذكر يا محمد إذ تستجيرون بربكم من عدوكم وتطلبون منه الغوث والنصر وفي المستغيثين قولان (أحدهما) أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه قال الزهري (والقول الثاني) أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده وانما ذكره بلفظ الجمع على سبيل التعظيم (فاستجاب لكم اني ممدكم) أي مرسل اليكم مددا وردءا لكم (بألف من الملائكة مردفين) قال البغوي قرأ أهل المدينة ويعقوب مردفين بفتح الدال أي أردف الله المسلمين وجاء بهم مددا وقرأ الآخرون بكسر الدال اي متتابعين بعضهم في إثر بعض يقال أردفته وردفته بمعنى تبعته يروى أنه نزل جبريل في خمسمائة وميكائيل في خمسة في صورة الرجال على خيل بلق عليهم ثياب بيض وعلى رءوسهم عمائم بيض قد أرخوا أطرفها بين أكتافهم وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ناشد ربه عز وجل وقال أبو بكر أن الله سينجز لك ما وعدك خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه فقال يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع (اي الغبار) وروى البخاري والبغوي أيضا بسنده عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب وقال عبد الله بن عباس كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض ويوم حنين عمائم خضر ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر من الأيام وكانوا يكونون فيما سواه عددا ومددا وروى عن أبي أسيد مالك بن ربيعة وكان قد شهد بدرا أنه قال بعد ما ذهب بصره لو كنت معكم اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة (2) الحديث له بقية وسيأتي بطوله وشرحه في باب سياق قصة غزوة بدر في حوادث السنة الثانية من كتاب السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية (باب) (3) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شداد يعني ابن سعيد حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف الخ (غريبه) (4) يعني عثمان بن عفان رضي الله عنه (5) يعني يوم وقعة الجمل (6) (التفسير) (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) أي احذروا فتنة ان نزلت بكم لم تقتصر على الظالم خاصة بل تتعدى اليكم جميعا وتصل إلى الصالح والطالح وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار قال الحسن نزلت هذه الآية في علي وعمار وطلحة والزبير وقال الزبير لقد قرأنا هذه الآية زمانا وما ترى أنا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها يعني ما كان

الصفحة 150