كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[فداء أسرى بدر ومشاورة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في شأنهم]-
(سورة التوبة) (باب سبب عدم وجود البسملة في أولها)
(عن ابن عباس) (1) قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني (2)
__________
لنالكم وأصابكم (فيما أخذتم) من الفداء قبل أن تؤمروا به (عذاب عظيم) قال ابن إسحاق لمن يكن من المؤمنين أحد ممن حضر إلا أحب الغنائم إلا عمر بن الخطاب فإنه أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأسرى، وسعد بن معاذ قال يا رسول الله كان الإثخان في القتل أحب إلى من استبقاء الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نزل عذاب من السماء ما نجا منهم غير سعد بن معاذ (وفي الباب) عند الإمام أحمد أيضا قال حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ قال فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واسنأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم، قال وقال عمر يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فاضرب أعناقهم، قال وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرم عليهم نارا، قال فقال العباس قطعت رحمك، قال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا، قال فقال ناس يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس يأخذ بقول عمر، وقال ناس يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام قال (من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال (رب اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال (رب اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) أنتم عالة فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق، قال عبد الله فقلت يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فإني قد سمعته يذكر الإسلام، قال فسكت، قال فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال إلا سهيل بن بيضاء، قال فانزل الله عز وجل {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الحياة الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب اعظيم} (تخريجه) رواه أيضا الحاكم في المستدرك وصححه وأقره المذهبي ورواه الترمذي مختصرا وقال هذا حديث حسن وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وأورده الحافظ ابن كثير في التفسير ولم يذكر له علة (قلت) له شواهد كثيرة تعضده (ملاحظة) جاء في هذا الحديث (قال عبد الله فقلت يا رسول الله الاسهيل بن بيضاء) وكذلك عند الحاكم والترمذي وغيرهم لكن نقل الحافظ في الإصابة عن ابن إسحاق ما يفيد إن سهل بن بيضاء أخو سهيل وفي الإصابة أيضا قال أبو عمر أسلم سهل بمكة فكتم إسلامه فأخرجته قريش من بدر فأسر يومئذ فشهد له بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة، وعلى هذا فصاحب القصة في هذا الحديث هو سهل لا سهيل والله أعلم.
(باب) (1) (سنده) حدثنا بن سعيد حدثنا سعيد حدثنا عوف حدثنا يزيد يعني الفارسي، قال أبي أحمد بن حنبل وحدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن يزيد قال قال لنا ابن عباس قلت لعثمان ابن عفان الخ (غريبه) (2) قال في النهاية المثاني السورة التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن المئين