كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[الصحيح أن ترتيب السور والآيات أمر توقيفي لا مجال للرأي فيه]-
(ز) (عن ابن عباس عن أبي) (1) قال آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} الآية (2)
__________
من حديث زيد بن ثابت في جمع القرآن قال فوجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة سورة براءة (وما رواه الإمام أحمد أيضا) من حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه بعد قوله تعالى {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} قال أن النبي صلى الله عليه وسلم اقرأني بعدها آيتين لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر السورة، ثم قال هذا آخر ما نزل من القرآن (وفي حديث زيد بن ثابت) رقم 87 صحيفة 33 من هذا الجزء قال زيد فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسختا المصاحف قد كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرء بها (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت فألحقتها في سورتها بالمصحف، (قال في شرح السنة) في هذا الحديث البيان الواضح أن الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن المنزل من غير أن يكونوا زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا باتفاق منهم من غير أن يقدموا شيئا أو يؤخروه، بل كتبوه في المصاحف على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية بموضعها وأين تكتب اهـ وقصارى القول أن حديث الباب لا يحتج به أصلا، انظر باب ما جاء في تأليف القرآن وجمعه صحيفة 31 من هذا الجزء واقرأه هو والباب الذي بعده متنا وشرحا تجد ما يسرك والله الموفق (ز) (1) (سنده) حدثنا محمد بن أبي بكر ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة عن علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس الخ (2) (التفسير) {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} أي منكم وبلغتكم تعرفون نسبه وحسبه كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي والمغيرة بن شعبة لرسول كسرى: إن الله بعث فينا رسولا منا نعرف نسبه وصفته ومدخله ومخرجه وصدقه وأمانته لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية من زمان آدم عليه السلام، وقال سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله تعالى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} قال لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية، وقال خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، وقد وصل هذا من وجه آخر عن الطبراني في الأوسط وابن عدي في الكامل عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يمسني من سفاح الجاهلية شيء، وقرأ ابن عباس والزهري وابن محيصن (من أنفسكم) بفتح الفاء أي من أشرفكم وأفضلكم (عزيز عليه ما عنتم) أي يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها، ولهذا جاء في الحديث المروي من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بعثت بالحنيفية السمحة) رواه الخطيب عن جابر، وفي الصحيح أن هذا الدين يسر وشريعته كلها سهلة سمحة كاملة يسيرة على من يسرها الله تعالى عليه (حريص عليكم) أي على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم (بالمؤمنين رؤوف رحيم بالمطيعين رحيم بالمؤمنين (فإن تولوا) أي أعرضوا عن الإيمان وناصبوك (فقل حسبي الله) كافئ (لا إله إل هو عليه توكلت) أي به وثقت لا بغيره (وهو رب العرش) الكرسي (العظيم) خصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات (تخريجه) (ك) وأورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ثقة شيء الحفظ وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) ورواه أيضا الحاكم في المستدرك من طريق شعبة عن يونس بن عبيد وعلي بن زيد عن يوسف بن مهران به وقال حديث شعبة