كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[تكفير الذنوب الصغائر بالصلوات الخمس وقوله تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات}]-
(عن عبد الله بن مسعود) (1) قال جاء رجل (2) إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني أخذت امرأة في البستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها (3) ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت، فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فذهب الرجل فقال عمر لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فقال ردوه علي، فردوه عليه فقرأ عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} (4) فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه أله وحده أم للناس كافة يا نبي الله (5) فقال بل للناس كافة (وعنه من طريق ثان (6) نحوه وفيه) فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} قال فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه فقال عمر يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة (7) فقال بل للناس كافة (سورة يوسف) (باب فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) (عن أبي هريرة) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل {ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن}
__________
وابن جرير عن أبي اليسر صاحب القصة ورجاله ثقات وله شواهد كثيرة تعضده (منها) ما رواه الشيخان والإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله) الحديث سيأتي بعد هذا (1) (سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع إبراهيم يحدث عن علقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (2) تقدم في شرح الحديث السابق أنه أبو اليسر (بفتحتين) كعب بن عمرو الأنصاري (3) أي احتضنها زاد في رواية (وباشرتها) أي باشر جسمه جسمها بغير حائل (4) تقدم تفسير هذه الآية في شرح الحديث السابق (5) معناه هل تكفير الذنوب الصغيرة بالصلوات الخمس خاص بهذا الرجل أم للناس كافة؟ فقال صلى الله عليه وسلم بل للناس كافة، هكذا تستعمل كافة حالات أي كلهم، ولا يضاف فيقال كافة الناس ولا الكافة بالألف واللام، وهو معدود في تصحيف العوام ومن أشبههم قاله النووي (6) (سنده) حدثنا وكيع ثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وباشترها وقبلتها وفعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قال فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم الحديث (7) جاء في الطريق الأولى أن القائل ذلك معاذ بن جبل ولا مانع من أن السؤال صدر من معاذ وعمر لكون أحدهما لم يسمع سؤال الآخر والله أعلم (تخريجه) (ق. والأربعة) واستنبط ابن المنذر من حديث الباب أنه لا أحد على من وجد من أجنبية في لحاف واحد، وفيهما عدم الحد في القبلة ونحوها وسقوط التعذير عمن أتى شيئا منها وجاء تائبا نادما اهـ (قلت) وصاحب القصة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم تائبا نادما قائلا افعل بي ما شئت، بل قد صرح في بعض الروايات أنه ندم على فعله ذلك، نسأل الله أن يتوب علينا من جميع الذنوب وأن يعفو عن سيئاتنا إنه عفو غفور (باب) (8) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (قلت) سبب هذا الحديث ما ذكره الله عز وجل في قصة يوسف من رؤيا ملك مصر وعرضها على المعبرين فقالوا (أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) فتذكر الساقي الذي كان مسجونا مع يوسف أن يوسف يحسن تأويل