كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)
-[(سورة الرعد) وقوله تعالى {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}]-
(سورة الرعد)
(باب قوله عز وجل إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (ز) (عن علي رضي الله عنه) (1) في قوله عز وجل {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بني هاشم
__________
ما ليس لهم فعله من سرقة مال الغير، فقال الرسول عند ذلك لابد من تفتيش أمتعتكم فأخذ في تفتيشها (وروى) أنه ردهم إلى يوسف فأمر بتفتيش أوعيتهم بين يديه (فبدأ بأوعيتهم) لإزالة التهمة (قبل وعاء أخيه) فكان يفتش أوعيتهم واحدا واحدا (ثم استخرجها من وعاء أخيه) وإنما أنث الكناية في قوله (ثم استخرجها) والصواع مذكر بدليل قوله ولمن جاء به حمل بعير) لأنه رد الكناية هنا إلى السقاية وقيل الصواع يذكر ويؤنث فلما أخرج الصواع من رحل بنيامين نكس أخوته رءوسهم من الحياء فأخذه منهم بحكم اعترافهم والتزامهم وإلزاما لهم بما يعتقدون (كذلك كدنا ليوسف) الكيد المبوب المراد الذي يحبه الله ويرضاه لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة، وقيل كدنا الهمنا، وقيل دبرنا، ومعناه صنعنا ليوسف حتى ضم أخاه إلى نفسه وحال بينه وبين أخوته (ما كان ليأخذ أخاه) فيضمه إلى نفسه (في دين الملك) أي في حكمه قاله قتادة، وقال ابن عباس في سلطانه (إلا أن يشاء الله) يعني أن يوسف لم يتمكن من حبس أخيه في حكم الملك لولا ما كدنا له بطلفنا حتى وجد السبيل إلى ذنب وهو ما أجرى على السنة الإخوة إن جزاء السارق الاسترقاق، فحصل مراد يوسف بمشيئة الله تعالى {نرفع درجات من نشاء} بالعلم كما رفعنا درجات يوسف على أخوته، وقرأ يعقوب يرفع ويشاء بالياء فيهما وإضافة درجات إلى من في هذه السورة، والوجه أن الفعل فيهما مسند إلى الله تعالى، أي يرفع الله درجات من يشاء، وقرأ الباقون بالنون فيهما إلا أن الكوفيين قرءوا درجات بالتنوين ومن سواهم بالإضافة أي نرفع به نحن والرافع أيضا هو الله عز وجل (وفوق كل ذي علم عليم) قال ابن عباس فوق كل عالم عالم إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى، فالله تعالى فوق كل عالم: والله نسأل أن يعلمنا من لدنه ما لم نعلم وأن يوفقنا لخير العمل (باب) (1) (ز) (سنده) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي الخ (2) (التفسير) أول الآية {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه يقول تعالى إخبارا عن المشركين إنهم يقولون كفرا وعنادا لولا يأتينا بآية من ربه كما أرسل الأولون كالناقة لصالح والعصا لموسى كما تعنتوا عليه أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن يزيح عنهم الجبال ويجعل مكانها مروجا وأنهارا علامة وحجة على نبوته قال الله تعالى {إنما أنت منذر} أي إنما عليك أن تبلغ رسالة الله التي أمرك بها وليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء (ولكل قوم هاد) قال العوفي عن ابن عباس في الآية يقول الله تعالى أنت يا محمد منذر، وأنا هادي كل قوم، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وغير واحد، وعن مجاهد (ولكل قوم هاد) أي يعني كقوله وأن من أمة إلا خلا فيها نذير، وبه قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد، وقال عكرمة والضحاك الهادي محمد يقول: إنما أنت منذر وأنت هاد لكل قوم أي داع، ويؤيد هذا القول قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (المنذر والهاد رجل من بني هاشم) وقال الجنيد الهادي هو على بن أبي طالب، قال ابن أبي حاتم ورى عن ابن عباس في إحدى الروايات وعن أبي جعفر محمد بن على نحو ذلك (قلت) وروى ابن جرير بسنده عن ابن عباس قال لما نزلت