كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[قوله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}]-
(باب يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
(عن البراء بن عازب) (1) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ذكر عذاب القبر يقال له (2) من ربك فيقول الله ربي ونبيي محمد (3) فذلك قوله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت (4) في الحياة الدنيا} يعني بذلك المسلم (زاد في رواية) وفي الآخرة (باب يوم تبدل الأرض غير الأرض الآية) (عن مسروق) (5) قال قالت عائشة أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} (6) قالت فقلت أين الناس يومئذ يا رسول الله؟
__________
لأنهما كانا بالمجلس فقد روى الإمام أحمد والبخاري وغيرهما عن نافع عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة شبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها صيفا ولا شتاء وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، قال ابن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة: فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة فقال ما منعك أن تتكلم؟ قلت لم أركم تتكلمون فكرهت أن أتكلم وأقول شيئا، قال عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا (تخريجه) حديث الباب أورده الهيثمي بدون قول ابن عمر (فظننت أنها النخلة) وقال رواه أحمد ورجاله ثقات وقال لابن عمر حديث في الصحيح غير هذا (قلت) هو الذي ذكرته آنفا، وحديث الباب أورده أيضا الحافظ السيوطي في الدر المنثور وعزاه للإمام أحمد وابن مردويه بسند جيد (باب) (1) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعيد بن عبيدة عن البراء بن عازب الخ (غريبه) (2) أي يقول الملكان لصاحب القبر بعد إعادة روحه إلى جسده يسألانه عن ربه ونبيه (3) هكذا يقول العبد الصالح المسلم، وأما الكافر والمنافق فيتلعثم ولا يدري ما يقول (4) (التفسير) (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) أي كلمة التوحيد وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله التي ثبتت بالحجة عندهم (في الحياة الدنيا) قبل الموت كما ثبت في الذين فتنهم أصحاب الأخدود والذين نشروا بالمناشير (وفي الآخرة) في القبر بعد إعادة روحه في جسده وسؤال الملكين له، وإنما حصل لهم الثبات في القبر يسبب مواظبتهم في الدنيا على هذا القول، ولا يخفى أن كل شيء كانت المواظبة عليه أكثر كان رسوخه في القلب أتم، وهذا قول أكثر المفسرين (وقيل) في الحياة الدنيا في القبر عند السؤال، وفي الآخرة عند البعث إذا سئلوا عن معتقدهم في الموقف فلا يتلعثمون ولا تدهشهم أهول القيامة، قال البغوي والأول أصح، وجاء في عذاب القبر أحاديث كثيرة تقدمت بسندها وشرحها وكلام العلماء في ذلك في أبواب عذاب القبر في الجزء الثامن صحيفة 601 فارجع إليه والله الموافق: اللهم ثبتنا على دينك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ونجنا من عذاب القبر وما بعده بمنك وكرمك وفضلك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين (تخريه) (ق. والأربعة)
(باب) (5) (سنده) حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن الشعبي عن مسروق قال قالت عائشة الخ (6) (التفسير) قال صاحب فتح البيان في تفسيره هذه الآية (يوم) أي اذكر وارتقب يوم (تبدل

الصفحة 188