كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 18)

-[تفسير قوله تعالى {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} وما هي الآيات]-
في حرث بالمدينة وهو متكئ (1) على عسيب قال فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح، قال بعضهم لا تسألوه عن الروح فقالوا يا محمد ما الروح؟ فقام فتوكأ على العسيب قال فظننت إنه يوحى إليه فقال {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} (2) قال فقال بعضهم قد قلنا لكم لا تسألوه (باب ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) (حدثنا محمد بن جعفر) (3) حدثنا شعبة وحدثناه يزيد أنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله ابن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال قال يزيد المرادي (4) قال قال يهودي لصاحبه (5) اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يزيد إلى هذا النبي حتى نسأله عن هذه الآية {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} (6) فقال لا تقل له نبي فإنه أن سمعك لصارت له أربعة أعين (7) فسأله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تشركوا بالله شيئا. ولا تسرقوا. ولا تزنوا. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. ولا تسحروا. ولا تأكلوا الربا. ولا تمشوا ببرييء (8) إلى ذي سلطان ليقتله. ولا تقذفوا محصنة (9) أو قال لا تفروا من الزحف شعبة الشاك (10) وأنت يا يهود عليكم خاصة أن لا تعتدوا
__________
كنت أمشي الخ (غريبه) (1) جاء عند الترمذي (وهو يتوكأ) أي يعتمد (على عسيب) بمهلتين وآخره موحدة بوزن عظيم وهي الجريدة التي لا خوص فيها (2) تقدم تفسيرها في الحديث السابق (تخريجه) (ق نس مذ) قال القسطلاني ظاهر سياق هذا الحديث يقتضي أن هذه الآية مدنية وأن نزولها إنما كان حين سأل اليهود عن ذلك بالمدينة مع أن السورة كلها مكية وقد يجاب باحتمال أن تكون نزلت مرة ثانية بالمدنية كما نزلت بمكة قبل والله أعلم (باب) (3) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (4) هذه النسبة ترجع إلى صفوان بن عسال ومعناه أن يزيد قال في روايته صفوان بن عسال المرادي، ويزيد هذا الذي تكرر ذكره في الحديث هو ابن هرون أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث (5) أي رجل من اليهود (6) (التفسير) أي واضحات والآية العلامة الظاهرة تستعمل في المحسوسات كعلامة الطريق والمعقولات كالحكم الواضح والمسألة الواضحة، والمعجزة آية، وكل جملة دالة على حكم من أحكام الله آية، ولكل كلام منفصل بفصل لفظي آية، والمراد بالآيات هنا إما المعجزات التسع، وهي العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنون ونقص من الثمرات، وعلى هذا فقوله الآتي (لا تشركو الخ كلام مستأنف ذكره عقب الواب، وهو المعجزات المقدسة ولم يذكر الراوي المعجزات النسع استغناءا بما في القرآن أو يغيره (وإما) الأحكام العامة الشاملة للملل الثابتة في كل الشرائع وهي قوله لا تشركوا الخ، سميت بذلك لكونها تدل على حال المكلف بها من السعادة والشقاوة (7) هكذا جاء بالأصل في هذه الرواية (أربعة أعين) وكذلك جاء عند الترمذي: وعند الإمام أحمد من طريق أخرى وفي المشكاة (أربع أعين) بغير التاء وهو الظاهر، والمعنى لا تقل له نبي فإنه يسر بقولك نبي سرورا يمد الباصرة فيزداد به نورًا على نور كذي عينين أصبح يبصر بأربع، فإن الفرح يمد الباصرة كما أن الهم والحزن يخل بها، ولذا يقال لمن أحاطت به الهموم أظلمت عليه الدنيا (8) الباء للتعدية أي لا تسعوا ولا تتكلموا بسوء فيمن ليس له ذنب (إلى ذي سلطان) أي صاحب قوة وقدرة وغلبة وشوكة (9) بفتح الصاد المهملة أي لا ترموا بالزنا عفيفة (10) جاء عند الترمذي من طريق شعبة أيضا بلفظ

الصفحة 197